قبل ظهور عصر التلفزيون والسينما، كان الأطفال يجلسون على شكل دائرة عند جداتهم وأجدادهم، لسماع قصصهم وحكاياتهم القديمة عن «الشاطر حسن، وشجاعة الفرسان، وكرم الرجال»، وكانت حناجر الرواة وتفاعلهم وسائل جذب للأطفال، وتطور المشهد ليتحول إلى صندوق يحمله أحدهم على ظهره ويجول به في الشوارع مناديًا «قرِّب قرِّب.. اتفرَّج يا سلام»، فيهرع إليه الأطفال ببعض نقودهم في ذلك الوقت ينشدون المتعة، وعُرف لاحقًا باسم «صندوق الدنيا» ويحاكي في عصرنا الحاضر قصص ميكي ماوس وبطوط المصورة. وبين أزقة حارات المنطقة التاريخية بجدة، وبجوار مسجد أبوعنبة خلال فعاليات «مسك جدة التاريخية» التي انطلقت مؤخرًا، كان الحضور على موعد مع صندوق الدنيا، وهو صندوق كبير مغطى بالكامل ماعدا 6 فتحات يسدل عليها الستار لإخفاء أسرار متعددة خلفها، يبدأ البوح بها فور إدخال الزائر رأسه من إحدى الفتحات وإزاحة الستار عنها. يبدأ المسؤول عن الصندوق بترتيب الأطفال واحدًا تلو الآخر على دكة يجلسون عليها، ويدخل الطفل رأسه خلف قماشة تغطي رأسه لينظر في عدسة يشاهد خلالها قصصًا مصورة، إذ تعمل العجلة الدوّارة في الآلة كمصراع لتمكن الآلة من عرض مجموعة من الصور، فتكون النتيجة عرض شبه حقيقي للحياة يستغرق دقائق معدودة مندمجًا مع الصور المتحركة، يشاهد فيها صورًا وحكايات رويت في حقبة جدة القديمة.