قتل مسلحون 14 شخصا على الأقل بعد إجبارهم على النزول من حافلات في إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان، حسبما أعلن مسؤولون الخميس. وتبنت مجموعة للانفصاليين البلوش "الجيش الجمهوري البلوشي" الاعتداء. وقال مدير عام وزارة الداخلية في حكومة الإقليم حيدر علي إن 25 مسلحا كانوا يرتدون بزات قوات الحدود الخاصة "قاموا بإيقاف حافلات على طريق ماكران الساحلي السريع وقتلوا بالرصاص 14 شخصا". وأوضح أن المهاجمين دققوا في هويات المسافرين قبل قتلهم، مشيرا إلى أن كل الضحايا باكستانيون على الأرجح. وأضاف علي أن المسافرين الذين قتلوا "كانوا يحملون هويات ليست صادرة في بلوشستان"، موضحا أن بين القتلى ضابطين أحدهما في البحرية والثاني في خفر السواحل. وفي تبنيها للهجوم، نفى ناطق باسم المجموعة الانفصالية قتل ركاب مدنيين مؤكدا أن المهاجمين لم يستهدفوا سوى عناصر خفر السواحل وسلاح البحرية. وأكد مسؤول إداري آخر الهجوم وحصيلة الضحايا. وقالت وزارة الداخلية إن الحافلات كانت تقوم برحلات بين كراتشي ومدينة أورمارا الساحلية في بلوشستان حيث تقع قاعدة للبحرية الباكستانية. ودان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في بيان المجزرة. وبلوشستان الواقع على الحدود مع أفغانستان وإيران هو أكبر وأفقر الأقاليم الأربعة في باكستان على الرغم من المحروقات والثروة المعدنية التي يضمها. وهو منطقة غير مستقرة. وقد أسفرت حركة تمرد انفصالية وأعمال عنف إلى سقوط مئات القتلى في السنوات الأخيرة. الممر الاقتصادي تستهدف قوات الأمن الباكستانية المتمردين في الإقليم منذ 2004، وواجهت مرارا اتهامات من منظمات دولية حقوقية بارتكاب انتهاكات. لكن الجيش ينفي هذه الاتهامات. وصرح مير ضياء لانغوف وزير الداخلية في بلوشستان أن "مثل هذه الحوادث غير مقبولة ولن نتسامح مع الإرهابيين الذي ارتكبوا هذا الاعتداء الرهيب". وقُتل 20 شخصاً على الأقل وأصيب 48 آخرون بجروح الأسبوع الماضي في تفجير انتحاري تبناه فرع من حركة طالبان الباكستانية واستهدف على ما يبدو أقلية الهزارة الشيعية في سوق خضار في بلوشستان. وبلوشستان جزء أساسي من "الممر الاقتصادي" الصينيالباكستاني الذي تستثمر فيه بكين عشرات المليارات من الدولار لربط اقليم شينجيانغ (غرب الصين) بمرفأ غوادار الذي بنته على بعد حوالى 250 كلم إلى الغرب من أورمارا. وفي إطار هذا المشروع سيتم بناء العديد من البنى التحتية من طرق سريعة ومحطات لتوليد الكهرباء ومستشفيات. وسيتيح "الممر الاقتصادي" للمنتجات الصينية منفذا مبائرا على بحر العرب. ويشكل هذا المشروع تحديا كبيرا بالنسبة لباكستان وخصوصا على الصعيد الأمني إذ إن مجموعات مسلحة عديدة تنشط في عدد من الأقاليم التي يعبرها وخصوصا بلوشستان. وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، قتل أربعة أشخاص في هجوم على قنصلية الصين في كراتشي نفذه مسلحون. وتبنى الهجوم انفصاليون بلوش. وتراجعت أعمال العنف في باكستان بشكل كبير منذ أكبر هجوم دموي شنه متطرفون على مدرسة في بيشاور (شمال غرب) في 2014 والذي أوقع أكثر من 150 قتيلا غالبيتهم من الأطفال.