يعرف البعض التفاؤل بأنه النظرة إلى الحياة اليومية بمنظار البهجة والسعادة والأمل والإقبال على الحياة بصدر رحب وبهمة وعزيمة ونشاط وثقة كاملة بالقدرة على مواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات، فالتفاؤل ليس فقط النظر إلى الجانب المشرق أو رؤية نصف الكأس المملوء بل هو أيضاً مواجهة الأوقات العصيبة والمحن بالنظرة الإيجابية والأمل في أن يكون الغد أفضل وأن تتحقق الأحلام والآمال. نشرت بالأمس إحدى الصحف نتائج استطلاعات الرأي والدراسة التي شملت عينة من مواطني 28 دولة بعنوان (ماذا يقلق العالم في مارس 2019م ) وأجرته Ipsos وكانت تهدف إلى معرفة أكثر الموضوعات التي تثير قلق الشعوب في بلدانها ومدى رضاهم عن الإجراءات التي تتخذها حكومة البلاد في التعامل معها، فقد حلت المملكة في المركز الثاني خلف الصين في قائمة التفاؤل بالمستقبل وقد ارتفعت نسبة التفاؤل لدى السعوديين من 71% في يونيو 2017م إلى 84% في مارس 2019م. يوماً بعد يوم ترتفع نسبة التفاؤل لدى السعوديين وهذا ما تؤكده العديد من الدراسات المختلفة ونتائج استطلاع الرأي سواء كانت الحالية أو السابقة، ففي دراسة أخرى أجرتها منظمة (غالوب) أوضحت نتائج المقارنة بين عام 2015م وعام 2016م ارتفاع نسب التفاؤل بين السعوديين بشأن مستقبلهم الاقتصادي وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- عند افتتاح السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى إذ أشار «أنه بالرغم من التحديات التي نمر بها إلا أن قيادة هذا الوطن متفائلة بالمستقبل لثقتها بالله أولاً ثم بأبناء هذا الوطن». علينا أن نواصل هذا التفاؤل والأمل فهو سبب في حصول الخير وهو الذي يدفعنا إلى تحمل الحياة بحلوها ومرها وقسوتها، فالمتفائل بالخير سيجده في نهاية الطريق، والتفاؤل يدفع الإنسان لتقديم المزيد من العطاء والعمل كما يساعده على تجاوز المحن ويورث الطمأنينة في القلب والثقة بالنفس والرضاء بالقضاء والتأكد من أن كل ضيق سيعقبه الفرج، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. قد تكون هناك منعطفات وتحولات وقد تصاحبها بعض الآلام والتشوهات وتتخللها التحديات، ولكنها مرحلة لايجب أن تقودنا للتشاؤم أو التقاعس، لأن نهاية ذلك التراجع والخسران، بل يجب علينا أن نواصل تفاؤلنا ونعود أنفسنا على التفاؤل والثقة بأن هناك غداً مشرقاً قادماً وأن طموحنا سيتواصل وسيبلغ عنان السماء وأن نثق في الله ثم في قيادتنا الحكيمة -يحفظها الله- وكوادرنا البشرية ونعمل معاً من أجل غد أفضل لوطننا ومستقبل أبنائنا وليحرص البعض على أن يضيئوا شمعة واحدة في مجتمعهم بدلاً من أن يستمروا في لعن الظلام.