بحسب تقريرٍ بريطاني حديث، فإن واحداً من بين كلّ سبعة أزواج يُفضّلون النوم في سُرر مُستقلة، و (10%) من الأزواج يُفضلون النوم في غرف مُستقلّة، والنساء أكثر ميلاً لذلك من الرجال، بينما أشار تقرير بريطاني آخر (عام 2017) إلى أن واحداً من بين كلّ أربعة أزواج، ينامون في غُرف مُستقلّة، لأسباب أهمُّها التوتر والشخير!. كما أشار تقريرٌ سابقٌ لمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، إلى ارتفاع نسبة الأزواج الذين ينامون في غرف مستقلة إلى (23%)، أما في كندا، فقد أظهر تقريرٌ (عام 2013) أن نحو (30 إلى 40%) من الأزواج ينامون مُنفصلين، وقد شجّعت هذه التقارير الأجنبية على انتشار بناء وحداتٍ سكنية تحوي غرفتي نوم رئيسيتين، عوضاً عن واحدة. وأود هنا التأكيد على أن نوم الأزواج في غُرفٍ أو سُرر مُستقلة، ليس نهاية العالم، بل من المفضّل نقاشُه وتناوله بصورةٍ مُنفتحة غير مُتعصّبة، فنوم بعضهم في غرف مُستقلة ليس بالضرورة أمراً سيئاً ولا وصمةً اجتماعية، ولا يدلُّ لزاماً على معاناتهم من عدم استقرار علاقتهم الزوجية، بل يمكن -بحسب خبراء وتجارب- أن يكون حلاً مناسباً ومقبولاً، يُساعد على استقرار نومهم وحياتهم الاجتماعية والحميمة، حيثُ قد تختلف عاداتُ وطقوسُ النوم بين الأزواج، منها طبيعة ساعتهم الحيوية وأوقات خلودهم للنوم واستيقاظهم منه، وتفضيلهم درجة حرارة مُعيّنة أو شدّة إضاءة مُحددةٍ لغرفة النوم، أو اختيار مرتبة نوم مُختلفة،لكن من الضروري الاهتمام بأن يكون قرارُ نوم الزوجين في غرفتين مستقلّتين، بتوافقٍ واتفاقٍ وتراضٍ تام بينهما، يُسهم إيجاباً في راحتيهما البدنيةِ والنفسية خلال ساعاتِ النوم، دون التسبّب في مشاعر سلبيةٍ أو انفصال نفسي بينهما. وفي السياق نفسه، يعاني كثيرٌ من الأزواج من اضطرابات مزمنة في النوم، تؤثر بصورة سلبية مُثبتة علمياً على نوم شريك الفراش، ومنها اضطرابات الشخير المُزعج ونوبات اختناق التنفّس الليلي، وصرير الأسنان، وفرط التقلّب والتملْمُل أثناء النوم، ومُتلازمة الساقين غير المُستقرتين، والأرق المُزمن، وكلّها من الأسباب المَرَضيّة التي تضطرهم إلى النوم في سُرر أو غُرف مُستقلّة، وهي أسباب صحّية نفسية سلوكية، تستدعي اهتماماً وتشخيصاً وعلاجاً، لتجنّب مُضاعفاتها الخطيرة ليس على المريض نفسه فحسب، بل على شريك الحياة أيضاً.