الشّخير.. زائرٌ مُزعج يطرق الأبواب عند الخلود للنوم خلال محاولة الاستمتاع بوقت يغيب فيه الإنسان عن واقعه، فينغّص جُلّ الأوقات على النائم وشريك فراشه أو غرفته، وهو ليس أمراً طبيعياً ولا يعني بالضرورة النوم العميق، بل يرتبط - أي الشخير- في كثير من الأحيان بكثرة التململ وتقطّع النوم، ويُعد عرَضاً لمُشكلات عُضوية تتعلق بتضيّق بمجرى الهواء العُلوي، يستدعي الاهتمام والتشخيص وفي أحيان كثيرة، العلاج الفعّال. وبحسْب تقارير، يتأثر بالشخير حوالي (90 مليون) شخص في أمريكا، أما بحسْب دراسة محلّية حديثة، فيصيب الشخير المُتقطّع والروتيني (40%) من السعوديين مُتوسطي الأعمار، والرجال بنسبة الضّعف مُقارنة بالنساء (31% مقارنة ب 16%)، وينبع الاهتمام به من ارتباطه الوثيق بمشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم، ورداءة النوم والقصور الجنسي، والشعور بفرط النعاس أثناء النهار والتعرّض بنسبة أكبر إلى حوادث السيارات، فضلاً عن اضطرابات المزاج، لكنه - أي الشخير- قد يتسبب أيضاً في مُشكلات زوجية نتيجة الإزعاج الصوتي المُستمر الصادر من أحد الزوجين وبخاصة أثناء النوم على الظهر، قد يصل ببعض الأزواج إلى الاضطرار للنوم في غرف مستقلة. وتزداد نسبة الإصابة بالشخير الاعتيادي المُزمن مع التقدّم في العمر وزيادة الوزن، كما أن تدخين السجائر والشيشة (المِعسّل) من العادات السلوكية الضارة التي انتشرت مؤخراً وبخاصة لدى النساء في المُجتمعات العربية، إذ يرتفع معها خطر الإصابة بالشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم إلى أربعة أضعاف مقارنة بغير المدخنين، إضافة إلى إسهام التدخين في سوء التحكُّم في أعراض حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية، لكن النساء أقل اعترافاً بعَرض الشخير وتقبلاً له من الرجال !. ويمكن للشّخير أن يكون من النوع البسيط في حالاتٍ معينة وبشكلٍ نادر الحدوث لدى الإصابة باحتقان الأنف نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، أو لدى النوم على الظهر بعد ساعاتٍ من الإرهاق والحرمان من النوم قبلها، ولا يستدعي علاجاً مُحدّداً على المدى الطويل، لكنه يستدعي مراقبةً واهتماماً لاحتمال الانتقال من الشخير البسيط إلى المُعتاد، وصولاً إلى مضاعفاته العضوية والنفسية والسلوكية، لذلك فمن الضروري الكشف لدى الطبيب المختص للتأكد من طبيعة المشكلة واقتراح الحلول المناسبة.