أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس أن الإسلامُ أولى الشَّبَابَ كامل العناية، والاهتمام والرعاية، حتى من قبل ميلادهم، حيث أوصى الزوجين بحسن اختيار كل واحد منهما لشريك حياته، ثم عُني به جنينا في بطن أمه، ثم رضيعًا، ثم صبيًا، ثم طفلاً مُمَيِّزًا، ثم شابًا، ودعا الشباب أن يكونوا على قدر هذه المسئولية مبيناً أن مسئوليات وواجبات الشباب تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم الإخلاص لله في القَوْلِ والعَمَلِ، وكما يعتني الشاب بسلامة بَدَنِهِ ومَظْهَرِهِ فكذلك يعتني بسلامة قلبه ونفسه، فلا يفتح على نفسه أبواب الشهوات، ولا يُورِدها مَظَانَّ الشُّبُهات وبين السديس في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام أن مرحلة الشباب هي مرحلة تقوية المُعْتَقَد، وتكوين الفكر، وسلامة المنهج، وفيها يُعَزِّزُ الإنسان نفسه وذاته، و هدفه وغايته، لذا فمن أهم المهمات وأوجب الواجبات؛ توجيه طاقته نحو المكارم والمراشد، وتحصينه من البوائق والمفاسد، ويحصل ذلك بأمور أهمها: تحصينه بالعلم الشرعي، فبالعلم الشرعي تُصَانُ الحُرُمات، وتُحْفَظ حدود الدين من الانتهاك والتعدي، وبالعلم الشرعي يَنال المرء السَّبْق إلى السؤدد في الدنيا والآخرة، وحتى يكون الشرع هو الهادي والمُرْشِد، فلا تتحكم في الشباب عَاطِفَتُهُ، ولا تَقُودُه حَمَاسَتُهُ، إنما يسير على طريق الهداية بتوجيه العلماء الثقات، والشيوخ الكبار، ممن لهم عِلْمٌ وَاسِعٌ، وتجاربُ نَافِعَة، فيهتدي بِنُصْحِهِم، ويعمل بمشورتهم، الصراط المستقيم وفي المدينةالمنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة ان أحسن الأحوال وأفضل الصفات للانسان أن يكون دائماً علي أقوم طريق وأن يكون ثابتاً علي الصراط المستقيم، جمع الله تعالى له خير الحياة وخير الممات، وقال: إن المؤمن إذا داوم على محاسبة نفسه خف حسابه في الآخرة ومداومة محاسبة النفس بأن يكون في يومه خيراً من أمسه. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي، إن طرق مجانبة الحكمة ومباعدتها فهي كثيرة لايحصيها إلا الله عزوجل، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ * وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) فخطوات الشيطان كلها سفه وضلال، لأن الذي سنها إبليس أسفه السفهاء قال تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا) وسمى الله تعالى أتباع إبليس سفهاء فطرق السفه كثيرة ترجع كلها لانواع الكفر والنفاق. وأشار الشيخ الحذيفي إلى أن الحكمة مجموعة معانٍ هي العلم الشرعي مع العمل به والإصابة في الأقوال وتحكيم النصوص الشرعية علي الأفعال ونفع الخلق بأنواع المنافع المقدور عليها بنصح وسلامة صدر وإخلاص لله تعالى طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه، وأن من أسباب نيل الحكمة شكر الله تعالى على نعمه بالقول والفعل.