نجحت نيوزيلندا ورئيسة الوزراء السيدة «جاسيندا أردرن» في إدارة أزمة مجزرة المسجدين في مدينة «كرايست تشرش» بطريقة أثبتت للعالم أن هذه الدولة المسالمة هي دولة (لا) همَّ لها سوى الإنسان، بعيدًا عن الدين، بعيدًا عن العنصرية، بعيدًا عن الكُره المدمر، بعيدًا عن الشر والإرهاب الذي يقتل الحياة، والأحياء. وكانت الإنسانية في التعاطي مع هذه الأزمة غير العادية هي الصورة الأروع التي حولت الموت إلى حياة والحزن إلى حب كبير لعالم صنع من الأزمة سمعة ودعاية ضخمة لبلد بالفعل كبير في احترامه للحياة والإنسان، ولا أروع من أن يكون الإنسان هو الأول الذي يليق بالعناية.. وكلنا شاهد كيف استطاعت إنسانية الحكومة والشعب النيوزيلندي ترميم الخراب واستثمار النقمة في إرسال رسائل ضخمة لدولة فخمة وشعب مسكون ومؤثث بالأخلاق والقيم بكل ما تعنيه المفردات وأحصنة الحروف التي حملت للعالم أجمع صور تعاطفهم مع دين الإسلام والسلام، مع الضحايا وذويهم وكأن كل القلوب بيضاء وكأن كل الأرواح تربت في بيت واحد لأب واحد وأم مملوءة بالحب والخير والحنان هي «نيوزيلندا» الأم العظيمة والمثالية التي أحبت كل من يعيش على أرضها دون تمييز فكانت النهاية المملوءة بتفاصيل شعب مذهل وعالم جميل، فشكرًا بحجم الفاجعة وحبًا بلون الورود والدموع التي قاسمتنا تفاصيل مصيبتنا المزعجة.. (خاتمة الهمزة)... هذه الدولة «نيوزيلندا» قدمت سخاءها وعاطفتها للعالم في هيئة فجر جديد لدرس موجع كحسرة، ومؤلم كدمعة... وهي خاتمتي ودمتم.