تظاهر آلاف المعارضين الأحد حول القصر الرئاسي في بلغراد احتجاجًا على الرئيس الكسندر فوتشيتش الذي يتهمونه بالتسلط وتكميم وسائل الإعلام، ووقع تدافع حين حاولت قوات الأمن بلا جدوى منع شاحنة يستخدمها المتظاهرون لنقل معدات الصوت للخطباء، من الاقتراب من مقر الرئاسة، وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من التظاهرات الأسبوعية التي بدا كأنها تنحسر، يبدو أن حركة الاحتجاج على الرئيس الصربي تشهد منعطفًا، حيث اقتحم مساء السبت عشرات المعارضين مبنى التلفزيون الوطني «آر تي إس» الذي يتهمونه بخدمة النظام. وبات ظهور قادة أحزاب المعارضة أكثر وضوحًا في الاحتجاجات، ومن بين الذين اقتحموا مبنى المحطة التلفزيونية رئيس بلدية بلغراد السابق دراغان ديلاس ورئيس حزب دفيري اليميني بوسكو أوبرادوفيتش. وخلال تظاهرة الأحد تحدث العديد من المسؤولين السياسيين المشاركين في التظاهرة، وانتشرت عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين لم يسبق لهم الظهور سابقًا منذ بدء التجمعات السلمية في 8 كانون الأول/ديسمبر 2018، وقال فوتشيتش في مؤتمره الصحافي في القصر الرئاسي الذي بثته محطة «آر تي إس» إن المتظاهرين الذين وصفهم بال»هوليغانز» لم يخيفوه، وانتقد المعارضة أيضًا ووصف أوبرادوفيتش بأنه «فاشي» وديلاس بأنه «أوليغارشي». وبعد سد مداخل القصر الرئاسي لنحو ساعات عدة، توجه المتظاهرون إلى مقر الشرطة للمطالبة بالإفراج عن العديد من المتظاهرين الذين تم توقيفهم والبالغ عددهم ستة بحسب الشرطة وأكثر من عشرة بحسب المعارضة، وتواجه المحتجون والشرطة لنحو ساعتين بدون صدام. وقال أحد قادة المعارضة: إنه سيتم إمهال الرئيس فوتشيتش حتى الاثنين الساعة 15,00 (14, 00 ت غ) للإفراج عن الموقوفين و»إلا سننظم تظاهرة جديدة وسنمضي حتى النهاية»، وردد محتجون «استقالة استقالة». وعلاوة على بلغراد تنظم تجمعات احتجاجية كل أسبوع في عشرات المدن في صربيا، ولد ألكسندر فوشيتش في 5 مارس 1970، وهو سياسي صربي تولى منصب رئيس صربيا منذ 31 مايو 2017، بعد مغادرته للحزب الصربي المتطرف في عام 2008 أسس الحزب الصربي التقدمي المحافظ (SNS) وكان رئيس الحزب منذ عام 2012، قبل توليه منصب رئيس بلاده، شغل فوتشيتش منصب رئيس وزراء صربيا في فترتين من 2014-2016 ومن 2016 حتى 2017، وكذلك نائب رئيس الوزراء منذ عام 2012 حتى عام 2014.