تصاعد التوتر اليوم السبت في كاراكاس حيث دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة خوان غوايدو مؤيديهما إلى التظاهر في شوارع عاصمة البلاد التي واجهت انقطاعا غير مسبوق للتيار الكهربائي وسط اتهام كل طرف الآخر بالمسؤولية عن ذلك. وبدأت شوارع العاصمة تتلون تدريجياً بألوان المؤيدين لكلّ طرف، الأبيض لمؤيدي غوايدو، والأحمر لمادورو. وكتب خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد واعترفت به 50 دولة منذ 23 يناير على تويتر "يحاولون تخويفنا لكننا سنصدمهم: لا يمكنهم احتواء شعب مصمم على التخلص من مغتصبي السلطة". وليلا، ندد نواب المعارضة باعتقال 3 من موظفيهم كانوا يشيدون منصة في المكان. لكنهم قالوا إن الدعوة للتظاهر لا تزال قائمة. من جهته، دعا الرئيس مادورو مؤيده إلى بدء مسيرتهم الساعة 11:00 (15:00 ت غ)، وأظهرت صور للتلفزيون الرسمي وصولهم بسترات حمراء في حافلات مخصصة لهذا الحدث. وأكد مادورو على تويتر صباح السبت أن "الإمبريالية الأميركية أساءت مرة جديدة تقدير عزم الشعب الفنزويلي". وقال مادورو، الذي تشكك المعارضة بشرعية إعادة انتخابه، إن الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي الذي شل البلاد أكثر من 30 ساعة تسبب به "تخريب إلكتروني" قامت به الولاياتالمتحدة. وبدأ التيار الكهربائي يعود منذ مساء الجمعة وطوال الليل إلى معظم أنحاء كراكاس وكذلك في وسط شرق البلاد، لكن الوضع لم يتغير في المناطق الداخلية التي امضت ليلة ثانية في الظلام، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس. وبدأ انقطاع الكهرباء الخميس الساعة 16:50 (الساعة 20:50 ت غ). كما بدأت الاتصالات وشبكة الهاتف الخلوي التي كانت مقطوعة تماما بالعمل مجددا، لكن المترو الذي ينقل يوميا نحو مليوني شخص كان مغلقا صباح السبت. وفي غياب الكهرباء وتوقف إمدادات المياه التي توفرها المضخات الكهربائية للمباني، تأثرت أيضا الخدمات الصحية. وشهدت المستشفيات أوضاعا يرثى لها لان معظم المرافق بدون مولدات كهرباء، أما تلك التي تملكها فقد احتفظت بها لحالات الطوارئ. وكان خوسيه لوغو يبكي أمام أحد المستشفيات في العاصمة الجمعة ابنة أخته ماريلسي أراي التي توفيت (25 عاما) اثر توقف أجهزة التنفس الاصطناعي التي أبقتها على قيد الحياة. وأدى انقطاع الكهرباء إلى مزيد من الضغوط على اقتصاد فنزويلا الهش اصلا. ففي هذا البلد الذي خرج فيه التضخم عن نطاق السيطرة، أصبحت النقود نادرة. ووحدها التحويلات الإلكترونية تتيح إجراء عمليات شراء حتى بالنسبة للخبز. لكن تم تعليق كل ذلك مساء الخميس. وكتب غوايدو على تويتر "أدعو الشعب الفنزويلي للتعبير عن رأيه بقوة غدا في الشوارع ضد النظام الفاسد والعاجز والمغتصب الذي أغرق بلادنا في الظلام".