في وقت يبدو الجيش الأمريكي على وشك سحب معظم جنوده من سوريا ومستعدًا لخفض قواته في أفغانستان وينخرط في مهمة مثيرة للجدل عند الحدود مع المكسيك، لا يزال منصب الشخصية التي تتولى متابعة سياسات الرئيس الأمريكي التاريخية هذه كلها شاغرًا بينما ينتقد المشرعون الجمهوريون وزير الدفاع المؤقت الذي اختاره دونالد ترامب. ويتولى الوظيفة حاليًا وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، وهو مدير شركة «بوينغ» التنفيذي السابق الذي كان الرجل الثاني في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إلى حين أعلن جيم ماتيس استقالته في ديسمبر احتجاجًا على قرار ترامب الانسحاب من سوريا. ولم يخفِ شاناهان رغبته في أن يصبح وزير الدفاع المقبل. لكن بعد مرور شهرين على توليه المنصب بالوكالة، ازدادت الشكوك بشأن إمكانية تحقق ذلك هذا الأسبوع وسط تقارير تحدثت عن خلافات بينه وبين كبار أعضاء مجلس الشيوخ بشأن الملف السوري. وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، سأل السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام وزير الدفاع بالوكالة خلال قمة أمنية عقدت في ميونخ إن كان أبلغ حلفاء بلاده الأوروبيين بأنه لن يكون هناك أي تواجد عسكري أمريكي في سوريا بحلول 30 أبريل. ونقلت الصحيفة عن شاناهان رده «نعم، هذه هي التعليمات التي لدينا». ورد غراهام على ذلك بالقول «هذه أغبى فكرة سمعتها في حياتي». وسعى شاناهان لإقناع حلفاء واشنطن بإبقاء قواتهم في سوريا بعد انسحاب الولاياتالمتحدة، لكنه واجه صعوبة في شرح السبب الذي ينبغي على هذه الدول من أجله المخاطرة بقواتها بعد الانسحاب الأمريكي. وقال غراهام لوزير الدفاع بالوكالة إنه في حال تم تنفيذ سياسة ترامب بالانسحاب من سوريا «سأصبح خصمك». باتريك شاناهان هو مسؤول تنفيذي سابق في شركة بوينغ الأمريكية العملاقة في مجالات الطيران، وانضم بشكل رسمي إلى البنتاغون في يوليو 2017، بعد أن رشحه ترامب ليكون نائبًا لجيم ماتيس، حسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC. في الأصل ينتمي شاناهان لولاية واشنطن، ودرس الهندسة الميكانيكية والأعمال في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وانضم إلى بوينغ كمهندس في عام 1986.باتريس كان مؤيدًا صريحًا لخطة الرئيس الأمريكي لتأسيس فرع سادس للقوات المسلحة باسم «القوة الفضائية»، وهو الأمر الذي كان بمثابة توثيق للصلات التي يمتلكها مع الرئيس الأمريكي. وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أن وجود مدير تنفيذي سابق لمقاول دفاعي رئيس يدير البنتاغون، حتى لو على أساس مؤقت، أمر غير معتاد، مؤكدة أن منصب وزير الدفاع وظيفة عادة ما يشغلها سياسيون لديهم خبرة في الإشراف العسكري.