حملة ضد نادي الاتحاد من عدد من الرياضيين طوال الأسابيع الماضية، بدأت بادعاءات أن نادي الاتحاد هو أكثر الأندية حصولًا على الدعم المادي في التعاقدات والصفقات، وبعد أن كشفت تقارير عالمية زيف الادعاءات والحملات التي كانت عبارة عن «هاشتاقات» تردد: «أوقفوا دعم الاتحاد»، ثم كشفت المواقع العالمية وبالذات موقع «ترانسفير ماركت» الألماني العالمي، أن نادي الاتحاد يعتبر رابع الأندية المحلية إنفاقًا على الصفقات، وجاء ترتيبه بعد الأهلي ثم النصر فالهلال. حينما حضرت الحقيقة بالأرقام من مواقع عالمية.. ظهر هجوم من نوع آخر، فالحكم عبدالرحمن السلطان غرد بعد الإفراج عن الحكم فهد المرداسي، مهاجًما ومنتقدًا نائب رئيس نادي الاتحاد حمد الصنيع، فقال نصًّا: «رب العالمين أرني فيه يوم أسود ليكون عبرة لكل ظالم»، ووضع اسم وصورة حمد الصنيع في تغريدته، فرد الصنيع بقوة واعدًا بأنه شرع في اتخاذ الإجراءات النظامية ضد السلطان، وقال الصنيع في تغريدته: «يؤسفني أنك تؤخذ بوزر غيرك، لكن حقي منك سآخذه بالنظام بالدنيا وبقدرة عزيز جبار في الآخرة»، ليرد السلطان بتغريدة: «لا تخاف اليوزر لي وأنا قلتها قبل أنا شجاع.. رب العالمين راح يأخذ حق فهد المرداسي، شفناه طلع براءة وننتظر عقاب رب العالمين فيك بالدنيا قبل الآخرة»، ثم رد الصنيع بتغريدة: «الآن تأكدت أنه يوزرك الرسمي وبدأت اتخاذ الإجراءات الرسمية لحفظ حقي كاملًا، والله لا يبيحك ولا يحللك على اتهامي بالظلم»، فجاء رد السلطان بتغريدة: «شكرًا لمن أعاد لي حسابي»، ثم حسمت الاتهامات المتبادلة بتغريدتين الأولى اعتذار من السلطان، والأخرى قبول الصنيع للاعتذار، وكتب السلطان: «أتقدم بالاعتذار للأستاذ حمد الصنيع على أي تغريدة صدرت من حسابي، وأتمنى قبول اعتذاري، والاعتذار من شيم الرجال»، وجاء رد الصنيع: «وفقًا لاتصالك وتغريدة اعتذارك من مكان خطأك واتصالات الزملاء وتقديرًا لهم فإني عفوت عنك لوجه الله تعالى». في غمرة هذه القضية كانت هناك حملة أخرى ضد نادي الاتحاد بطلها وقائدها المدير التنفيذي لنادي الحزم نواف المهدي، الذي ما إن خسر فريقه من الأهلي حتى ذهب ليكيل الاتهامات لنادي الاتحاد، ويؤكد بأن خسارته بسبب محاباة العميد، ونسي أنه يواجه الأهلي المنافس الفعلي بألوانه المعروفة الأخضر والأبيض وليس العميد بشعاره المعروف الأصفر والأسود. وجاء نص تغريدة المهدي كما يلي: «أقسم بالله بأن نادي الاتحاد ليس بحاجة لمساعدات خارجية ليتمكن من البقاء؛ لأنه بتوفيق الله ثم بتاريخه وجمهوره وعناصره الحالية قادر على العودة بجدارة والدليل نتائجه الأخيرة، أما أن يسلب الحزم بهذه الطريقة البشعة وبوجود الفار يضع علامات استفهام وتعجب وبغياب الضمير المستتر». ووجد المهدي ردة فعل غاضبة من الإعلام والجماهير الاتحادية، وتحرك من الإدارة بطريقة تحفظ حقوق النادي مع دأبها بعدم صنع الإشكالات في فترة يركز فيها الاتحاد على المباريات، دون ترك فرصة لمن يريد أن يشتت تركيزهم، فقام المهدي بمسح تغريدته واتهامه الجزافي بمحاباة الاتحاديين وقدم اعتذاره بتغريدة أخرى كتب فيها: «جمهور الاتحاد الغالي ما كانت تغريدتي إساءة بحق ناديكم بقدر ما كانت موجهة نحو التحكيم والفار، ومدى استفادة أندية منها وعلى حساب أندية أُخرى تعتبر أقل منها، وفكرتي مرسخة للدفاع عن حقوق نادي الحزم المسلوبة، ولكم مني كل المحبة والتقدير ومسح التغريدة أيضًا». لاعب الوحدة ساري عمرو دخل على الخط بعد خسارة فريقه من الاتحاد، فاتهم حكم المباراة بمحاباة الاتحاديين ويسعى ل»دفهم» للأمام بناء على وضع العميد في مؤخرة الترتيب. الغريب في الأمر أن لجنة الانضباط لم تتدخل حتى الآن لمعاقبة الأطراف التي غردت واتهمت وشككت، والتي صرحت إعلاميًّا، كما أن لجنة الحكام برئاسة خليل جلال لم نسمع لها صوتًا في معاقبة الحكم عبدالرحمن السلطان، ولسنا بصدد الحديث عن الحكم المرداسي، ولكن كلنا يتذكر التصريحات الرسمية التي صدرت في قضيته من رئيس هيئة الرياضة آنذاك المستشار تركي آل الشيخ، وبيان صادر من الهيئة العامة للرياضة بإدانة المرداسي، وقرار من لجنة الانضباط والأخلاق باتحاد الكرة، وبيت القصيد هو كيف يكون الصمت على حكم مثل عبدالرحمن السلطان واتهاماته التي أطلقها ولم تكن مقتصرةً على حمد الصنيع فحسب، وكذلك تغريدة نواف المهدي التي في كل القوانين والأنظمة يستحيل أن تنتهي باعتذار، ولو ذهبت كذلك فإن الفوضى ستزيد والعشوائية ستستشري وكل من يتحدث بما يريد دون مسؤولية أو محاسبة.. تطبيق النظام على الجميع مطلوب. أما نادي الاتحاد فإن على إدارته مهمة كبرى في التصدي للحملات؛ حتى لا ينجح المتهمون في جعل الإنصاف هو ظلم الاتحاد وسلب حقوقه.