وقعت حكومة إفريقيا الوسطى والمجموعات المسلحة التي تسيطر على غالبية مناطق هذا البلد اتفاق سلام اليوم الأربعاء في بانغي، بحسب مراسلي فرانس برس. وقال رئيس إفريقيا الوسطى فوستان ارشانج تواديرا إن "المفاعيل الأولى لهذا الاتفاق تتجلى في وقف أي أعمال عنف ضد المدنيين"، من دون أن يكشف مضمون الاتفاق. وكان الاتفاق وُقع بالأحرف الأولى أمس الثلاثاء في الخرطوم، بمبادرة من الاتحاد الإفريقي، بعد مفاوضات استمرت أكثر من عشرة أيام. ولم يحضر احتفال التوقيع زعيما مجموعتين مسلحتين رئيسيتين هما علي داراسا من الوحدة من أجل السلام في إفريقيا الوسطى ونور الدين آدم من الجبهة الشعبية لنهضة إفريقيا الوسطى. إلا أنهما كانا قد وقعا بالأحرف الأولى نصّ "اتفاق الخرطوم" الثلاثاء. وأكد تواديرا أن "هذا اليوم هو بالنسبة إلينا لحظة تاريخية تكرّس تتويج نحو ثلاث سنوات من الجهود" مؤكدا "مدّ اليد لأشقائنا في المجموعات المسلحة". واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد من جهته أن "التحدي الحقيقي سيكون متابعة هذا الاتفاق". وأضاف "يجب ألا يكون اتفاقاً إضافياً (من دون متابعة) كما يقول الهازئون" و"سنكون حريصين جدا على التطبيق الفعلي لهذا الاتفاق". واتفاق السلام هذا هو الثامن منذ 2012 لكن الاتفاقات السبعة السابقة لم تُحترم يوماً. وتُعتبر جمهورية إفريقيا الوسطى، المستعمرة الفرنسية السابقة، من أفقر دول العالم رغم غناها بالذهب والالماس واليورانيوم. ويبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة. وتتقاتل المجموعات المسلحة التي تسيطر على 80% من أراضي البلاد، من أجل السيطرة على ثرواتها. وتتواجه بشكل منتظم مع نحو 12 ألف جندي وشرطي في قوة الأممالمتحدة في إفريقيا الوسطى (مينوسكا) التي تحاول منع حصول أعمال عنف.