نظمت رابطة العالم الإسلامي مؤتمر الوحدة الإسلامية مؤخرًا، وذلك لحمل رسالة مفادها تعزيز مبدأ الاعتصام بالاسم الجامع للمسلمين والتسامي على الحزبية والطائفية الضيقة، وتحقيق التضامن والعمل المشترك لكل ما فيه فائدة الإسلام والمسلمين، وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين كلمة افتتاح المؤتمر نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ثمن فيها تداعي هذه النخبة من العلماء واستشعارهم لواجبهم الشرعي في رأب الصدع المهدد لأمتهم الإسلامية، ونبذ الخلاف، وتوحيد الصف. وقد أشارت مجلة الحج والعمرة في عددها رقم 887 جمادى الأولى 1440ه والتي تهتم بالجوانب الإسلامية إلى ذلك ونشرت عدداً من توصيات المؤتمر أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.. ترسيخ المفهوم الإسلامي والحضاري لسنة الله تعالى في الاختلاف والتنوع، والتأكيد على مسؤولية الجميع في توحيد الصف الداخلي الإسلامي مع حسن التعامل والتعاون الأمثل مع الآخر بما يعكس قيم ديننا الحق المحب للسلام والوئام، والرافض لكل أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وتعزيز الوعي بأهمية نشر قيم الوسطية العلمية والفكرية والاجتماعية، وبيان حقيقة الدين الإسلامي للجميع، واقتراح مبادرات عملية تتصدى لمشاريع العداء والكراهية والصراع الطائفي، وإيجاد قنوات للتواصل بين أتباع المذاهب الإسلامية لبناء جسور الثقة والتفاهم، وتعزيز قيم الدولة الوطنية والأسرة الإنسانية الواحدة، وحذر المؤتمر من تصدير الفتاوى خارج نطاقها المكاني، مع أهمية إيجاد مرجعية علمية موحدة لكل دولة في كيان فتوى عامة أو هيئة علمية مختصة تعنى بالتصدي للقضايا الشرعية العامة، وحض المؤتمر على التعاون الفاعل على مواجهة الفقر والمرض والكوارث، ورفض استغلال هذه الظروف في تمرير مشاريع التوسع المذهبي والطائفي. فالمسلمون أمة واحدة يجمعهم الايمان برب واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة، شعارهم قوله تعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحدة» ويدينون جميعاً بدين الاسلام وهم شركاء في صنع الحضارة الاسلامية ومواجهة التحديات الحالية، فالوحدة الدينية والثقافية غرض نبيل متأصل في وجدان الشعوب المسلمة، وتضامن المسلمين هو هدف ديني نبيل امتثالاً لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). سالم سعيد باعجاجه أستاذ المحاسبة بجامعة جدة