تظاهر مئات الاشخاص اليوم الجمعة في الخرطوم بعد جنازة أحد المحتجين الذي قتل الخميس خلال مسيرة مناهضة للحكومة السودانية، بحسب شهود عيان. وهتف المحتجون في شوارع حي بوري بشرق الخرطوم حيث دارت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الخميس "لسنا خائفين ولن نتوقف". وتظهر مقاطع فيديو رجالاً ونساءً يضع الكثير منهم أقنعة يرددون شعارات ضد النظام. وبدا وراء المتظاهرين دخان كثيف من الإطارات والقمامة المشتعلة. وقد أعلنت مجموعة تنظم التظاهرات المناهضة للحكومة في وقت سابق الجمعة أن ثلاثة أشخاص قتلوا في احتجاجات الخميس، ما يرفع حصيلة القتلى توازيا مع تجمع حاشد لحضور جنازة أحد الضحايا. وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 كانون الأول/ ديسمبر عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدة الاحتجاجات مذاك لتتحول إلى تظاهرات واسعة ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود أسفرت عن اندلاع مواجهات مع قوات الأمن. وفي وقت متأخر الخميس، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المنضوية في اتحاد المهنيين السودانيين المنظم للاحتجاجات أن طفلا وطبيبا قتلا خلال الاحتجاجات في العاصمة. وقال المتحدث باسم اتحاد المهنيين السودانيين محمد الأسباط لوكالة فرانس برس من باريس إن شخصا ثالثا قتل كذلك. ولم يؤكد مسؤولون سودانيون الوفيات الثلاث وأفادوا في وقت سابق أن إجمالي عدد القتلى جراء العنف منذ كانون الأول/ديسمبر بلغ 24. وأفادت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي أن أكثر من 40 شخصا قتلوا في الاضطرابات بينما تم اعتقال نحو ألف. وذكرت لجنة الأطباء أن الطفل والطبيب قتلا الخميس بالذخيرة الحية لكنها لم تحدد الجهة التي أطلقت النار. وأفادت أن أشخاصا آخرين أصيبوا بجروح ناجمة عن إطلاق الرصاص. وأكد أقارب الضحيتين لوكالة فرانس برس مقتلهما فيما لم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم الشرطة. واليوم الجمعة، شارك حشد في جنازة القتيل الثالث في حي بوري، وفق شهود عيان. وقال أحد الشهود إن المشاركين في الجنازة هاجموا سيارة شرطة وصلت إلى المكان. وأكد "اضطرت الشرطة إلى ترك السيارة والفرار". والخميس، فرقت شرطة مكافحة الشغب مسيرة لمئات الأشخاص كانت متوجهة نحو القصر الرئاسي في الخرطوم على وقع هتافات "حرية، سلام، عدالة". وخرجت مسيرات كذلك في حي بوري ومدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر والقضارف وعطبرة حيث انطلقت أولى التظاهرات. وتأتي الاحتجاجات في وقت يواجه السودان نقصا كبيرة في العملات الأجنبية وارتفاعا في نسب التضخم ما تسبب بارتفاع أسعار الغذاء والدواء بأكثر من ضعف.