من أرض الحضارات والصمود والمواجهة والحد الجنوبي، من أرض التسامح والمحبة والإخاء والتلاحم الوطني، أخط كلماتي بكل فخرٍ واعتزاز بنجران وأهلها، وبرعاية سمو أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد -حفظه الله- اختتم أسبوع التلاحم الوطني في منطقة نجران. سأظل ممتنة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، لأنهم عبر بوابتهم ورسالتهم السامية يتم نشر وتعزيز قيم التعايش والتنوع والاعتدال، والتسامح والتلاحم الوطني، للمرة الثانية أتشرَّف بزيارة هذه البقعة المباركة من وطني. هذا المشروع الوطني يهدف لتعزيز قِيَم الوحدة الوطنية والانتماء، من خلال تنفيذ فعاليات ومناشط متنوعة لكافة شرائح المجتمع، ويستنهض دور العلماء والمثقفين والفاعلين لتعزيز مفاهيم وممارسات الحوار للمحافظة على اللحمة الوطنية وترسيخ الانتماء للأرض، وتوليد مبادرات شبابية تخدم المنطقة والوطن لتُعزِّز مفاهيم التلاحم عبر برامج شبابية متخصصة، وتحقيق القيم التي تتضمنها رؤية 2030 التي تُؤكِّد على أهمية تعزيز منهج الوسطية والتسامح، وقِيَم الاتقان والانضباط، والعدالة والشفافية. أهالي نجران كانوا على موعد مع محاضرة للشيخ صالح المغامسي بعنوان: أمةً وسطاً، ومع حوار مفتوح لمعالي الأمين العام لمركز الحوار الوطني الدكتور عبدالله الفوزان، الذي كان حواراً تفاعلياً مع الحضور، حول دور مؤسسات التنمية الاجتماعية في تحقيق الوحدة الوطنية، وفي نفس المكان كان الأطفال على موعد مع ورشة: نحن أبناء كوكب الأرض في قاعة المؤتمرات. تظاهرة ثقافية تُمثِّل ملحمة وطنية تُنسج بخيوط الذهب الصافي، وعقد فريد من كوكبة متميزة من أبناء وبنات الوطن، يُمثِّلون في تناغمٍ جميل بين منسوبي ومنسوبات المركز وأهالي نجران، نحن معاً نُشكِّل أنموذجاً حقيقياً للتلاحم الوطني في أبهى صوره. وليكتمل العقد، كان لمشاركة المرأة وحضورها وقع كبير ومتميز بمحاضرة لعضو مجلس الشورى ومجلس الأمناء الأستاذة كوثر الأربش، للتحدث عن دور المرأة في تعزيز الوحدة الوطنية. ومقهى حواري متميِّز بتميُّز المتحدث المُفكِّر والأديب الأستاذ علي الهويريني الذي إن تحدَّث لا تريده أن يسكت من بلاغةِ وفصاحة البيان التي يمتلك. وقد تحدَّث عن دور الإعلام في توضيح الصورة الحقيقية عن المملكة، وتميَّز اللقاء بحضورٍ كثيف وتفاعل منقطع النظير يُؤكِّد على وعي المجتمع النجراني، وشغفه بالفِكر والثقافة والشأن الوطني. كما عُقد ملتقى إعلامي يتناول موضوعاً هاماً عن واجبنا في تحقيق الأمن والوحدة، قدَّمه مدير إدارة الدراسات والبحوث الدكتور ثامر البحيري، ومدير التلفزيون بنجران علي اليامي. وللطلاب والطالبات نصيب من أسبوع التلاحم الوطني، عبر حضور برنامج تبيان في الحوار الفكري، والذي سعدت بتقديمه للطالبات اللاتي أكَّدن على مدار يومين بأن مستقبل الوطن في أيدي شباب واعٍ ومفكر وحريص على تحرِّي الحقائق، يُعمِل فكره الناقد والممحّص للحقائق، بعيداً عن الشبهات، تعاهدنا سوياً على وحدة وطن وعلى التسلُّح بفكرٍ نيِّر معتدل ووسطي، وأن نعمل سوياً على محاربة ونبذ فكر التطرف والانحراف من أجل وطن ممتد في مساحتهِ الجغرافية شامخ شموخ الجبال الأبية، طموح شبابه لا يحده إلا السماء، ورب الأرض والسماء يهبنا من فضله وكرمه ما نتسلَّح به من أجل بناء وتحصين وطن متلاحم. شكراً من الأعماق لأهالي نجران، وشكر خاص لبناتي الطالبات اللاتي سطَّرن بأناملهن أروع الكلمات وأصدقها في حب الوطن، وما اكتسبنه من معارف ومهارات للوقاية من التطرف، وشكر خاص لفريق العمل الاحترافي من منسوبي مركز الحوار الوطني. فأنتم مَن تعملون بصمتٍ وبصدقٍ وإيمان عميق برسالة الحوار التي آمنتم بها، وعملتم من أجل تحقيقها، وسأظل فخورة بالعمل معكم.