كلما مرت الأيام تأكدت أن علوم الإدارة ورغم أنها علوم بشرية وانسانية، إلا أنها لا غنى عنها أبدًا، فقد تعلمنا منها أن الموظف الذي كان آخر عهده بحضور دورة تدريبية أو برنامج تعليمي منذ زمن بعيد، لن يبدو عليه أبدًا علامات التميز أو التطوير رغم أن الزميل المهتم بالتنمية المستدامة يخلق لذاته مكانًا اقتصاديًا مرموقًا. ان الاستثمار في نفسك بتعلم مهارات جديدة وحضور دورات تدريبية متنوعة وذات علاقة بمجال عملك تجعل منك ثروة يبحث عنها أصحاب الأعمال والراغبون في اجتذاب الخبرات والقيم البشرية. إن التدريب العملي على رأس العمل يفتح آفاق المتعلمين للإبداع والابتكار، وكلما اهتمت المؤسسات بتدريب منسوبيها ووضعت خططًا تدريبية سنوية كان لذلك عظيم الأثر في تحقيق منتج وخدمة ترتقي الى متطلبات العملاء بل وتفوق توقعاتهم وكلما اهتمت كافة مؤسساتنا بتلك المنهجية الادارية زاد الطلب على منتجاتها وخدماتها وتحسن أداء النمو الاقتصادي بشكل عام. حرصت مملكة الخير (المملكة العربية السعودية) على تأصيل ذلك المبدأ بمجموعة من المعايير التي تسعى الى نشرها لمواطنيها والمقيمين على أرضها، أقتبسها من النموذج الوطني للتميز (جائزة الملك عبدالعزيز للجودة) وتتلخص فيما يلي: أولاً: تحديد وتصنيف المعارف والجدارات الوظيفية والبحث عن سبل تطويرها باستمرار. ثانيا: تنفيذ خطط تدريب وتطوير الموارد البشرية وبشكل منتظم بكافة مؤسسات الدولة. ثالثاً: قياس أثر التدريب على الأداء والنمو الفردي والمجتمعي. رابعاً: تشجيع التعلم المستمر والإبداع. حفظ الله مملكة الخير، وكل بلادنا العربية وزادها الله رفعة وتطورًا. * باحث في معايير التميز المؤسسي والمواصفات العالمية.