السعودية دار السلام

تمتاز المملكة العربية السعودية بالعديد من الصفات التي لا توجد في أي دولة أخرى في العالم، فهي مركز الحضارة الإسلامية وفيها أطهر بقاع الأرض ومن أرضها بُعث أكرم الرسل وخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها قبره الشريف واليها يتجه المسلمون من كل أرجاء العالم ويلجأ إليها كل من وقع في أزمة أو اشتدت عليه محنة أو أثيرت لديه فتنة أو اختلف مع الآخرين ليجد الأبواب مشرعة والقلوب مفتوحة لتقديم الدعم السخي وإطفاء نار الفتنة والفوضى ونزع فتيل الحرب التي قد تقع بين الأشقاء والجيران، فهي دار لم الشمل ونشر السلام .
بالأمس انطلقت فعاليات ملتقى «سلام السعودية» والذي ينظمه مشروع سلام للتواصل الحضاري وذلك في مقر المؤتمرات بوكالة الأنباء السعودية بالرياض ويشارك في الملتقى شخصيات عالمية إضافة إلى شباب المملكة المبدعين في مجالات العمل الإنساني والثقافي والفكري، ويهدف الملتقى إلى بناء مفاهيم مشتركة للتعايش وتجسير التواصل بين المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى وذلك وفق رؤية المملكة 2030 والتي أكدت أهمية وضرورة نشر ثقافة التعايش والتواصل الحضاري بين مختلف الشعوب والمجتمعات.
وقد سعى القائمون على الملتقى أن يتضمن فعاليات متنوعة منها الإعلان عن نتائج مسابقة (سلام للأفلام القصيرة) والتي تقدم لها أكثر من 50 فيلماً من بينها أفلام للطلاب المبتعثين في مختلف دول العالم وكذلك تنظيم لقاء (تواصل الحواري) والذي يجمع الشباب السعودي مع نظرائهم من الشباب المقيمين في المملكة من عدد من الدول لتعزيز روح الحوار والقيم الإنسانية المشتركة وتحفيز تبادل الخبرات وتعزيز مبدأ الاحترام المتبادل بين الشعوب المختلفة، كما يتضمن الملتقى فعالية (قصص سلام) والتي يتم من خلالها استعراض التجارب الشخصية لبعض من عاش في المملكة إضافة إلى معرض فني يضم أعمالاً وصوراً فنية .
مثل هذه الملتقيات المهمة من شأنها أن تساهم في تقديم الصورة الحقيقية للمملكة أمام العالم كما أن من شأنها أن تصد كل الهجمات الشرسة والحاقدة لأنها تكشف الحقيقة وتعرف العالم بمنهج الوسطية والاعتدال والتوازن الذي تنتهجه إضافة إلى الإسهامات التي قدمتها المملكة في المجال الحضاري والجهود التي قامت بها في سبيل تعزيز مفاهيم التعايش والتسامح والسلام والحوار بين البشر باختلاف أديانهم وثقافاتهم وأعراقهم .