مؤخرًا يتكرر سؤال لو أن هناك شخص يستحق الاعتذار فمن هو! الحقيقة كلنا لدينا رغبة في تقديم كلمة آسف لأحد لا يمكن التحدث عنه بأريحية أو سرد تفاصيله بمصداقية تامة.. لوهلة لست مضطر لتذكر المواقف الهائجة واللحظات السيئة بينك وبينه لأن لولا جمال الحكاية ما استمرت لما قبل النهاية بمدة قصيرة.. للأسف أنت مدين بالاعتذار لشخص أغرقك اهتمامًا فلم تلاحظ عمق إهمالك.. لمن تحمل عبء تقلباتك ولا ذنب له في ذكرياتك الأليمة.. لمن تعود عليك بجنون فتعلقت به برزانة.. لمن سهر على راحتك ولم تهوّن عليه إرهاقه.. لمن جاء شوق إليك فانتهزت حنينه.. لمن تعددت محاولاته للتقرب منك فشكوت أسلوبه.. لمن أجهده التفكير بك وجازيته بالأنانية.. لمن حن بوقت تستحق فيه القسوة فقسوت أنت.. لمن استثقل جرحك فكان جرحه هين عليك.. لمن أحبّك كما أنت، ففرضت شروطك كي لا تحبه كما هو.. لمن اختارك بقلبه فاحترت فيه بعقلك.. لمن صبر، فتماديت وخذلته.. لمن وثق فعاملته بذنب غيره.. لمن كان دائمًا الطرف المتنازل فتجاهلت تدليله.. ومؤخرًا لمن رحل لأنك لم تُثمِّن وجوده.. لمن لا يعشمك بالعودة لأنه لا يستطيع أن يحبك مرة ثانية بقوة محبة المرة الأولى.. لمن قال وداعًا وعندما التفت سلّم وابتسم وأكمل طريقه.. لمن أقر أنك في البعد أجمل ولم يعد قربك واحدًا من طموحاته.. قل آسف لذاك الأمين المعطاء الطيب الكتوم.. ف«الأسف» آخر كلمات الوداع النبيلة.
