يصل عدد زوارها من مختلف الجنسيات إلى 300 زائر في الساعة. تحتوي على 53 جهاز حاسب آلي متصلة بشبكة المسجد النبوي. تضم أكثر من 10 آلاف مخطوط وفيها أكثر من 600 مصحف مخطوط. تضم بين جنباتها مصاحف بلغة برايل لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. تواصل – ماجد الرفاعي: تُعد مكتبة المسجد النبوي صرحاً من صروح العلم في ماضيها وحاضرها، لها الأثر الكبير في الحركة العلمية في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، تتميز بوجودها داخل بقعة مباركة؛ مما كان له الأثر الكبير في استقطاب روادها من مختلف أنحاء العالم، ولما تحويه من نوادر الكتب وأمهات المراجع، ومواكبتها لما يطبع من الكتب والرسائل العلمية والمجلات، وسنبحر في ثنايا هذا التقرير داخل قاعاتها، ونسبر أغوارها، ونقترب أكثر من خدماتها وما تقدمه لروادها. تاريخ عريق تأسست مكتبة المسجد النبوي عام 1352ه باقتراح قدمه مدير الأوقاف في المدينةالمنورة – آنذاك – السيد عبيد مدني للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي وافق رحمه الله على إنشائها. فتكونت من حصيلة كبيرة من المخطوطات والكتب التي أوقفها الملوك والحكام والعلماء والأثرياء في مراحل تاريخية مختلفة، ويعود تاريخ وقف بعض مقتنياتها على المسجد النبوي قبل تاريخ إنشاء المكتبة، مثل مكتبة الشيخ محمد العزيز الوزير التي أوقفت عام 1320ه، وهي من الكتب التي أدخلت في المكتبة بعد تأسيسها، وكتب أخرى كانت في الروضة الشريفة على بعضها تاريخ متقدم على تأسيس المكتبة. وقد ذكر صاحب كتاب "خزائن الكتب العربية" أن مكتبة المسجد النبوي الشريف تكونت قبل حريق المسجد النبوي في 13 رمضان عام 886 ه، حيث احترقت خزائن المصاحف والكتب في ذلك الحريق، وكانت تضم كتباً نفيسة ومصاحف عظيمة. نصف مليون زائر سنوياً وتتولى وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي إدارة المكتبة والإشراف عليها وقد شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة من خلال جودة خدماتها، ودعمها بالوسائل التقنية الحديثة والمتطورة، وحُشدت لها طاقات بشرية مدربة للإشراف عليها والاهتمام بروادها. ويفد للمكتبة أكثر من نصف مليون زائر خلال العام، ويصل عدد زوارها من مختلف الجنسيات إلى (300) زائر في الساعة، وتضم مقتنياتها بالإضافة للكتب العربية (21) لغة من الكتب المترجمة، إضافة إلى كتب ومصاحف بلغة برايل لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. قاعات ثرية وتحتوي المكتبة على أكثر من 170 ألف كتاب ومخطوط وهي في تزايد مستمر، كما تشتمل على أقسام عديدة، بدءاً من قاعة المطالعة الرئيسة للرجال، التي تقع في الجهة الغربية من سطح المسجد النبوي باب رقم (10) وتحتوي على عشرات الآلاف من المجلدات مرتبة ومصنفة وفق أحدث أنظمة التصنيف والفهرسة، كما تتميز القاعة بهدوئها وسعتها. كما يوجد قاعة أخرى للنساء وقاعة للأطفال، وتضم المكتبة أيضاً مركزاً للمخطوطات يقع بالدور الثاني من باب عثمان بن عفان – رضي الله عنه وأقساماً أخرى للفهرسة والتصنيف والتزويد والدوريات والمستودع، وقسماً للكتب النادرة يُعنى بحفظها والعناية بها، ومكتبة رقمية داخل قاعة المطالعة، مع أقسام أخرى للبحث والترجمة والإعارة. المكتبة الرقمية والتقنية لها حضورها البارز في مكتبة المسجد فهي تحتوي على (53) جهاز حاسب آلي متصلة بشبكة المسجد النبوي والإنترنت متاحة للزوار ليستفيدوا من خدماتها، كتصفح المكتبة الشاملة والكتاب الرقمي، حيث وفرت المكتبة لكل كتاب مطبوع نسخة رقمية، كما يمكن للباحث والزائر سماع الصوتيات من خطب وتلاوات ودروس المسجد النبوي من خلال سماعات خاصة لكل جهاز، ونافذة للاطلاع على آخر (100) كتاب أضيفت للمكتبة، بالإضافة لمواقيت الصلاة وجداول الدروس. كما أتاحت إدارة المكتبة الاستعلام عن الكتب الموجودة في قاعاتها من خلال موقع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي حيث يمكن للباحث معرفة الكتب من أي مكان في العالم. أثمن وأنفس مقتنياتها تضم المكتبة قسماً للمجموعات الخاصة يشتمل على (المخطوطات والكتب النادرة ومحدودة الاطلاع) الذي يُعد من أهم وأنفس ما تمتلكه المكتبة، وحجر الأساس في تكوينها؛ لما يعنيه من حفظ ونشر التراث الإسلامي العلمي المخطوط والمطبوع والمساهمة في الحفاظ على تراثنا التليد والتعريف به والعمل على نشره، وتزيد عدد المخطوطات فيها عن 10 آلاف مخطوط بما فيها أكثر من (600) مصحف مخطوط. كما تتم فهرسة شاملة للمخطوطات الأصلية والمصورات التي ترد للمكتبة، وتبرمج البيانات الببليوجرافيا للمخطوطات الأصلية لإصدار فهارس شاملة من الحاسب الآلي وتخزينها عن طريق المسح الضوئي لحفظ محتويات المخطوط، واستخراج أرشيف إلكتروني يُسهل على الباحثين طرق البحث والتحقيق والدراسة، وتفهرس المخطوطات وتصنف وفق قواعد التصنيف المتبعة في نظام ديوي العشري العالمي للتصنيف؛ وذلك في بطاقات خاصة تحوي المعلومات الشاملة والتفصيلية عن المخطوط. عناية خاصة بأحدث الأنظمة وتحفظ المخطوطات في خزانة خاصة بمناخ ملائم لتلافي تلفها وتعقم بأحدث طرق التعقيم إلى جانب صيانتها وترميمها، بالإضافة لوجود برنامج دوري للكشف على المخطوطات لضمان سلامتها. كما تجري للمخطوطات صيانة مزودة بأحدث أجهزة التعقيم بغاز الأوزون والتنظيف الجاف وجهاز قياس درجة الحموضة ومختبر المعالجة الكيمائية، بالإضافة إلى خزانة خاصة لحفظ المخطوطات المجهزة بأحدث الأجهزة لامتصاص الرطوبة ودرجة حرارة ثابتة طوال العام وجهاز (ULTRASONIC) الطارد للحشرات الذي يعمل بالأشعة فوق الصوتية، مزودة بأحدث خزنات التصفيف لحفظ المخطوطات المقاومة للحريق التي تتحمل درجات حرارة عالية. تواصل مع رواد المكتبة وذكر الزائر محمد بوحمد من المغرب أنه يزور المكتبة للمرة الثانية ويعدها من أحسن وأفضل المكاتب التي زارها فهي غنية بالكتب وتتميز بطريقة ترتيبها، وأكد على أنها تحتاج لإعلان أكثر ليتعرف الناس عليها ويستفيدوا منها. أما الطالب عبدالرحمن خليفة من مالي فهو طالب في الجامعة الإسلامية يرتاد المكتبة يومياً، ويقضي وقته في الدراسة صباحاً وفي المساء في مكتبة المسجد النبوي لما تقدمه من تسهيلات تخدم الباحثين ولما تتميز به من وجودها داخل المسجد النبوي مما جعله يستطيع أن يجمع بين البحث وأجر الصلاة المضافة في المسجد. بينما التاجر ختال رضا قدم من فرنسا لزيارة المسجد النبوي وخصص جزءاً من وقته لتصفح كتب الفقه في مكتبة المسجد النبوي، مستشعراً الهدوء والراحة التي ينعم بها زائرها. وشكر الحاج هشام بوعمري من الدار البيضاء الجهود المقدمة لخدمة رواد المكتبة لما تتميز به من هدوء وسكينة وحسن تنظيم، وأوضح لتواصل بأن سبب حرصه على زيارة مكتبة المسجد النبوي هو تاريخها العريق حيث إنها تعد من أقدم المكتبات في عصرنا الحاضر. وتقدم المكتبة خدمات جليلة لروادها وذلك ضمن الجهود التي تبذلها بلاد الحرمين الشريفين لخدمة العلم وطلابه، ممثلة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ووكالتها لشؤون المسجد النبوي، وجهود مباركة من معالي الرئيس العام ورجال نذروا أنفسهم لخدمة هذه البقاع المباركة.