لم يكتفٍ مستشفى حكومي بالعاصمة المقدسة فقط من تشخيص حالة امرأة خمسينية عن طريق الخطأ مما أدى إلى إزالة الأمعاء بالكامل، ولكنه هددها بالقتل الرحيم بدلاً من توفير العلاج المناسب أو الاعتراف بالخطأ المرتكب رافضا نقلها إلى مستشفى متقدم لعلاج ما يمكن معالجته لعدم استقرار الحالة الصحية على الرغم من قبولها بمستشفى حكومي بالرياض وأوضح الدكتور سعيد الغامدي رئيس قسم الأدوية والسموم بكلية الطب ووكيل كلية الصيدلة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة أم القرى، ان استئصال الأمعاء بالكامل من خلال عدة عمليات جراحية ودخول المرأة في حالة غيبوبة لربما يكون من أسباب ذلك هو الاستخدام الخاطئ لأجهزة المناظير أثناء عملية استكشاف جراحي مما تسبب بحدوث جرح في الأوعية الدموية للأمعاء بعد حصول ضغط شديد عليها وبالتالي ظهرت الغرغرينا بعد موت الأنسجة نتيجة احتباس الدم عن وصوله إلى الأمعاء بالكامل. وقال الدكتور سعيد إن الغرغرينا هي أشكال وأنماط متعددة بما في ذلك ما يؤثر على الأعضاء الداخلية والخارجية بالجسم، إضافة إلى أن لها أسباب متعددة لكن السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى موت الأنسجة هو احتباس وصول الدم إلى العضو، فعندما تموت الأنسجة يتم احتباس الدم ولا يمكن له أن يصل إلى العضو ويظهر بعد ذلك أعراض الغرغرينا، وسبب احتباس الدم له عدة أسباب ومن أهمها هو ما يمسى بالترومة، فعندما يكون هناك جرح قوي فهو بالتأكيد سوف يتسبب في قطع الأوردة المغذية لأنسجة العضو مما تؤدي به إلى الموت وتظهر علامات الغرغرينا، مثل ما يحدث مع من يعانون من السرطان والسكر وغيرها من هذه الأمراض لاسيما الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما وما فوق، فهم أكثر الناس عرضا للإصابة باحتباس وصول الدم وعدم وصوله إلى بعض أنسجة الأعضاء. وعبر سعيد بدح الغامدي (ابن المريضة)، عن دهشته من صدور بيان الصحة في المنطقة رغم عدم تشكيل لجنة طبية للتحقيق في التشخيص الخاطئ الذي تعرضت له والدتي ونتج عن ذلك إزالة الأمعاء كلها، وأكد أن البيان لم يذكر أن الطبيب لم يأخذ موافقتنا بالإجراء الخاص باستئصال الأمعاء، وتم توقيعنا فقط على إجراء عملية جراحية لانسداد شريان الأمعاء، ثم قال والدتي لم يكن لديها مجرد اشتباه في التهاب المعدة كما ذكره البيان، بل نومت بقسم الباطنة على أنها تعاني بشكل مؤكد من حالة التهاب شديد في المعدة ولم يكن ذلك تشخيصا صحيحا بدليل أن الحالة بدأت بالتطور حتى ظهرت عليها علامات المرض، ثم أجرى الطبيب بعض الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية واكتشف أن لديها جلطة في الشريان المساريقي، ومع ذلك فقد فوجئ أثناء هذه العملية بوجود الغرغرينا في الأمعاء، مما يؤكد بأن هناك تشخيصاُ خاطئاُ للمرض في بداية الامر، وبعد إجراء عدة عمليات جراحية تطورت الحالة مع الغرغرينا فيما بعد نتيجة سوء استخدام أجهزة المناظير أثناء هذه العمليات أدت إلى إحداث جروح في الأمعاء من خلال الضغط الشديد عليها، غير أنه قام بإجراء عملية استئصالها بالكامل دون موافقتنا، وذهبنا إلى مجموعة من الأطباء في المستشفى لطرح سؤال حول حالة والدتنا، فقالوا إن الطبيب من المرجح أن يطبق الدراسة الكندية المسمى ب(القتل الرحيم) في حالة والدتي. يذكر أن المتحدث باسم صحة مكة قال إن المريضة أدخلت المستشفى بقسم الباطنة باشتباه التهابات في الأمعاء وأجريت لها الفحوصات اللازمة، ولزيادة الألم بالبطن تم استشارة قسم الجراحة ما استدعى عمل أشعة مقطعية للبطن بينت وجود جلطة في الشريان المساريقي مع غرغرينا بالأمعاء، مضيفاً على ضوئه تقرر إجراء عملية استكشاف للبطن وتم شرح الحالة للمريضة وأهلها وتم توقيع الموافقة على العملية من قبلهم.