(هو من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي).. عبارة أصبحنا نسمعها ونرددها، ومع ذلك قد لا يفهمها البعض خصوصاً بعض كبار السن الذين لم يقتنعوا لليوم بتلك الوسائل ويعتقدون بأنها مضيعة للوقت، فالشهرة في وسائل التواصل الاجتماعية أصبحت اليوم بالنسبة للبعض هدفاً أساسياً لزيادة عدد المتابعين أو المشاهدين بغض النظر عن جودة المحتوى أو حقيقته أومصداقيته، فالمهم عند البعض أن تسلط الأضواء ويزيد عدد المتابعين ولو كان ذلك على حساب الكرامة أو المبادىء أو قلة المروءة أو تجاوز العرف أو الاستهزاء بالآخرين أو إضحاك الناس عليه أو استفزاز المجتمع بكل مايتعارض معه، فكل ذلك يهون مقابل الحصول على الشهرة. اليوم هناك الكثير من المبدعين والمبتكرين والمخترعين من الشباب والشابات الذين رفعوا علم الوطن عالياً في المحافل الدولية وحققوا إنجازات علمية وتاريخية وأشاد بهم الإعلام العالمي ومراكز الأبحاث الدولية غير أنهم وللأسف لم يحظوا ولو بجزء يسير مما حظي به بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ممن لا يقدمون ما يساهم في تنمية المجتمع وتحسينه من اهتمام ومتابعة وتسليط إعلامي ومتابعين وهذا ما يثير حفيظة بعض أولئك المتميزين ويدعوهم للإحباط ويطرح التساؤل أيهما أولى بالرعاية والاهتمام والشهرة؟. لاشك بأن الإعلام قد يتحمل جزءاً من مسؤولية شهرة بعض هؤلاء والتي أصبحت ظاهرة ترفع من شأن بعض أولئك المشاهير مما أدى إلى قيام حملات في بعض الدول الغربية تحت عنوان (توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير) فأمثال هؤلاء أصبحوا هم النموذج الأول لبعض أفراد الجيل الحالي فصاروا يعرفون كل صغيرة وكبيرة عنهم وأصبحوا يتابعونهم في كل تحركاتهم ويقلدونهم في مظهرهم وتصرفاتهم بل ويعمدون أيضاً إلى شراء كل ما يروجون له في مواقع التواصل الخاصة بهم والتي يلقى بعضها دعماً كبيراً وتمويلاً من قبل بعض الشركات الخاصة، بل إن البعض عمد إلى تجارة لكسب الأموال سماها (صناعة المشاهير) وإن كان ذلك على حساب المبادىء والأخلاق والقيم النبيلة. ما ذكرته من جوانب سلبية عن منح الشهرة لبعض من لايستحق لا يمكن تعميمه فهناك بعض المشاهير الموجودين في وسائل التواصل الاجتماعية لهم أعمال جليلة أفادوا بها مجتمعهم ووطنهم وقدموا يد المساعدة للعديد من الأشخاص وهذا ما يدعونا لأن نعمل على توعية المجتمع وتعزيز كل الجهود لتشجيع ودعم أمثال هؤلاء وغيرهم من المبدعين والمبتكرين والمخترعين والمثقفين والترويج لقصصهم وبطولاتهم وتسليط الضوء الإعلامي عليها بل ودعمها حتى يعرف أولئك أن مثل تلك النماذج موجودة ويتعرف على الجهود المميزة والإيجابية ويعمل على تقدير مكانتها بين أوساط المجتمع، فالمجتمع يتحمل جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية وهو الذي يعمد أحياناً إلى مساعدة بعض من لا يحمل رسالة ولاهمّاً ولاعقلاً ليكون من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.