أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يرضى «أبدًا بالعنف» الذي اندلع السبت في باريس على هامش تحرك احتجاجي لحركة «السترات الصفراء»؛ لأنه «لا يمتّ بصلة إلى التعبير عن غضب مشروع». وقال ماكرون من بوينوس آيرس في ختام قمة مجموعة العشرين: إنّ «أيّ قضية لا تبرّر مهاجمة قوات الأمن ونهب محال تجارية وتهديد مارّة أو صحفيين وتشويه قوس النصر». وأضاف أن «مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى: إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء». وتابع ماكرون: «سأحترم الاحتجاج على الدوام، سأستمع إلى المعارضة على الدوام، لكنني لن أرضى أبدًا بالعنف». دعوة المحتجين السلميين للتفاوض من جهته قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين جريفو، أمس، إن البلاد ستدرس فرض حالة الطوارئ للحيلولة دون تكرار مشاهد بعض أسوأ الاضطرابات المدنية منذ أكثر من عشر سنوات، ودعا المحتجين السلميين إلى التفاوض. وقال جريفو لراديو «أوروبا 1»: «علينا التفكير في الإجراءات التي يمكن اتخاذها حتى لا تتكرر هذه الوقائع». وكان وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير قد ذكر فى وقت سابق، أنه مستعد للنظر في إمكانية فرضها؛ من أجل تعزيز الأمن في البلاد، وقال كاستانير: إن مرتكبي أعمال العنف في باريس هم من «مثيري الانقسام والشغب». وأضاف: «تم التعرف على نحو ثلاثة آلاف شخص تجولوا في باريس»، وارتكبوا مخالفات «مما جعل تدخل قوات حفظ النظام أصعب» وشدد على أن «كل وسائل الشرطة والدرك والأمن المدني تم حشدها في باريس والمناطق، موضحًا أن 4600 شرطي ودركي نشروا في العاصمة. السياح تحت «الصدمة» إلى ذلك وقف السياح الذين جاؤوا إلى باريس ليتمتعوا بسحرها، خصوصًا في أجواء عيد الميلاد، مذهولين أمام مشاهد أشبه بحرب الشوارع بين السيارات المحترقة وسحب الغازات المسيلة للدموع في حي الأوبرا. وفي الساحة، ينبعث دخان كثيف يحجب واجهة قصر غارنييه مبنى الأوبرا. وقد أضرمت النار بفرش في مواجهة المقهى الأنيق «كافيه دو لا بي» من قبل المتظاهرين الذين اجتاحوا شوارع باريس، بعضهم للاحتجاج على السياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة، وآخرون للتصدي لقوات حفظ الأمن. وقد أغلقت كل مداخل المقهى العريق الذي علق فيه بعض الزبائن. وقال عامل لسياح كانوا يحاولون الدخول: إن المقهى «مغلق». وقالت جيزيل روزانو (36 عامًا) البرازيلية التي تقيم في برلين، معبرة عن قلقها: «لا نعرف ما إذا كنا بأمان أم لا. نشعر بالقلق». وكان شرطي قد أمرها بالعودة أدراجها بينما كانت مجموعة من «مثيري الشغب» تتوجه إلى المنطقة. وصرحت هذه الشابة: «كنا نعتقد أن الشانزيليزيه وحدها معنية» بالتظاهرات والصدامات التي بدأت في الجادة الشهيرة صباح السبت.