* شهدت السنوات القليلة الماضية تسابق (بعض الجهات، ولاسيما بعض وسائل الإعلام) على الترويج ل(الممثلين والمطربين من الجنسين، ومعهم طائفة من مشاهير مواقع التواصِل الحديثة)؛ ليكونوا رموزاً للمجتمع، ونماذج وقُدوات للشباب والشابات، مع أن شريحة من أولئك مجرد نجوم من ورق لا يحملون فكراً ولا قضية، والسلوكيات الحَياتية لفئةٍ منهم يكتنفها الغموض وشيءٌ من السلبيات -مع الاحترام جداً وأبداً لمَن يملك منهم الثقافة، ويُقدِّم للجمهور رسائل إيجابية-. * ذلك التّوَجّه يأتي من خلال تَداول أخبارهم الشخصِيّة قبل الفنّيّة على نطاق واسِع، وحضورهم الغالب في العديد من البرامج الحوارية الإعلامية، فهم الضيوف الثابتون فيها ينتقلون من قناةٍ إلى أخرى، ومن إذاعةٍ إلى ثانية، ومن صحيفةٍ إلى مجلّة، كما أنهم قَادَةٌ للحملات والمناسبات والاحتفالات الوطنيّة؛ يحدثُ هذا في ظِلِّ تجاهل تام لقامات علمية وثقافية ووطنية قَدّمَت الكثير من التضحيات والعطاءات لوطنها ومجتمعها!. * ولعل ما نراه اليوم من تهافت (شبابنا)؛ الغريب والعجيب، على استقبال الفنانين ومشاهير السوشيال ميديا، والتجمهر حولهم بحثاً عن نظرة أو ابتسامة، إنما هو نتيجة لتلك الممارسات الإعلامية، التي أتمنى أن تتوقَّف، بحثاً عمَّا يساهم في رُقُي المجتمع، وتنمية الوطن بعيداً عن الترويج للتفاهات. * السطور أعلاه جزء من -مقال سابق احتضنته هذه الزاوية-، وقد تذكَّرتُه و(جامعة القصيم) تطلق (برنامج تَجْرِبَتِي في الحَيَاة)؛ الذي من خلاله يُسْتَضَافُ دورياً رموز الوطن في شتى المجالات؛ ليلتقوا بطلاب الجامعة ومنسوبيها، ويُقدِّموا لهم خلاصة تجاربهم العلمية والعملية والإدارية والاجتماعية؛ لِيُفِيدوا منها في مستقبل أيامهم. * وضيف اللقاء الأول هو (سمو أمير منطقة القصيم «الأمير الدكتور فيصل بن مشعل»)؛ الذي بالتأكيد يتكِئ على تجربةٍ رائدة وثَرِيّة، حَيَاتِيّاً وعلمياً وإدارياً؛ تظهر بصماتها بوضوحٍ في قيادته للمنطقة للتميز والنجاح في مختلف الميادين الخَدمِيّة، والثقافية والاجتماعية والاقتصادية؛ حيث تتناغم المؤسسات في أداء مهامها بجودةٍ عالية، وهناك حضور المبادرات والفعاليات النّوعِيّة التي تلامس احتياجات ومتطلبات مختلف أطياف «المجتمع القَصِيْمِي الطّيّب». * أخيراً شكراً ل(جامعة القصيم) على تنفيذها لذلك «البرنامج الإثْرائِي» الذي يعمل على نَقْل الخِبرات مِن رموز وروّاد لهم تجارب حقيقية وفاعلة، تُمَثِّل الأنموذج المشرق والصّادِق ل(القُدُوات المُشَرِّفَة)؛ وهذه دعوة للجامعات، وغيرها من المؤسسات المجتمعية للإفادة من ذلك البرنامج الرائع.