وقعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) اتفاقية حصرية للترخيص العالمي مع شركة ثيرموفيشر ساينتيفيك (Thermo Fisher Scientific)، والتي تضمنت براءتي اختراع، من شأنها توسيع نطاق الخدمات العلمية للشركة في تطبيقات المجهر الإلكتروني النافذ عالي الدقة (high-resolution transmission electron microscopy (HRTEM)). وتأتي هذه الاتفاقية لتؤكد الدور الذي تلعبه الجامعة كشريك رئيسي في البحث والتطوير التقني العالمي، والمساهمة في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للتنمية الاقتصادية القائمة على التقنية. وفي هذا السياق، قال الدكتور كيفين كولين، نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية في كاوست: "تعد عملية تبادل المعرفة بين الجامعة والقطاع الصناعي، وآثار هذه المعرفة على عملية تطوير التقنيات الجديدة، ركيزة اهتمام أعمال الجامعة ورسالتها. الأمر الذي نفخر به من خلال علاقتنا مع شركة ثيرموفيشر، التي نعدها شريكة لنا في إنتاج تقنيات جديدة وطرحها في السوق". ولفهم كيفية تأثير البنية الذرية على المواد وسلوكها الكيميائي، يستعين الباحثون في أغلب الأحيان بالمجهر الإلكتروني النافذ عالي الدقة (HRTEM). ويعمل علماء كاوست في مختبرات الجامعة الأساسية على تطوير مجموعة معدات تساهم في تقليل ضرر أشعة مجهر HRTEM، من خلال استخدام جرعات مخفضة من الإلكترونات، من شأنها أن تحد من هذه التحديات. وتساعد هذه الاختراعات في تمكين التصوير باستخدام المجهر الإلكتروني النافذ (TEM)، ذو الدقة الذرية بفضل المواد البلورية الحساسة لأشعة الإلكترون، في المناطق التي كانت تعتبر غير ملائمة. الأمر الذي ينتج عنه تحسينات كبيرة في التحقيقات العلمية في مجموعة واسعة من المواد "غير المستقرة"، والتي تستخدم مجهر إلكتروني نافذ عالي الدقة (HRTEM). ومن جهته، علق الدكتور داليانغ زانغ، أحد كبار العلماء في مختبرات كاوست الأساسية والمختص في استخدام التقنية الجديدة، قائلا: "لا يقتصر تطبيق هذه التقنية على المواد الحساسة للأشعة، إذ يمكن الاستفادة منها أيضاً في مواءمة بلورات نانوية الحجم. ويعد جوهر الطريقة المتبعة في مواءمة سلسلة صور المكونات الجزيئية، فلتر يُسهل عملية المواءمة لسلسلة الصور الصاخبة، التي تحتوي على ميزات دورية بفعالية ودقة، وتوفير صور نهائية عالية الجودة". ورخّص الدكتور زانغ، بالتعاون مع مخترعين آخرين من كاوست، هم الدكتور كون لي، والبروفيسور يو هان والدكتور ييهان زاو، مجموعة من الأساليب التي تتعامل مع مواءمة محور منطقة البلورة الأوتوماتيكية (automatic crystal zone axis alignment) والمواءمة الدقيقة لسلسلة الصور الصاخبة (precise alignment of noisy image series)، التي تحتوي على ميزات دورية. ولا تقلل طريقة مواءمة محور منطقة البلورة الأوتوماتيكية هذه من جرعة الإلكترون فقط، بل إنها أيضا تعزز دقتها. ويقول ألبرتو تينتي، مدير أول لتطوير المبيعات في ثيرموفيشر ساينتيفيك: "نشكر علماء كاوست وباحثيها على هذه التقنية الجديدة، التي من شأنها مساعدتنا في تحقيق رسالتنا لخدمة عملائنا وتسريع أبحاث دراسة المواد، فضلاً عن إيجاد الحلول اللازمة للعمليات التحليلية المعقدة". تعزز هذه الاتفاقية الشراكة القائمة بين كاوست وثيرموفيشر ساينتيفيك، والتي تتمثل بمركز التميز في الفحص المجهري الإلكتروني القائم في كاوست، والذي من شأنه أن يسهل التعاون المشترك بين الجامعة والشركة في مجالات العمل على تطوير وتسويق تقنيات جديدة متميزة، من شأنها خدمة العلوم على مستوى العالم. جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تأسست جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في العام 2009، كجامعة عالمية للأبحاث على مستوى الدراسات العليا، تكرّس جهودها لإيجاد حلول للتحديات العلمية والتكنولوجية الأكثر إلحاحاً في العالم، في مجالات الأغذية والمياه والطاقة والبيئة. ومع 19 ميداناً بحثياً يتصل بهذه الموضوعات، وبفضل ما تمتاز به الجامعة من مختبرات حديثة ومتطوّرة، أقامت الجامعة بيئة بحثية مشتركة ومتعددة التخصصات لحل المشاكل، نتج عنها حتى الآن أكثر من 11 آلاف بحث منشور. ويحتضن مجتمع كاوست كوادر من أكثر من 100 جنسية مختلفة، يعيشون ويعملون ويدرسون معاً في حرمها الجامعي. ونجحت الجامعة في استقطاب أفضل العقول والأفكار من جميع أنحاء العالم، بهدف النهوض بالعلوم والتقنية، من خلال البحوث المميّزة والتعاونية. كما تعمل كاوست على ان تكون محفّز من محفّزات الابتكار والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي، بما يخدم المملكة العربية السعودية والعالم اجمع.