انخفضت عملة بتكوين ما يزيد على 7.5 ٪ اليوم إلى ما يقل عن 4500 دولار، لتخسر أشهر عملة مشفرة في العالم نحو ثلث قيمتها خلال أسبوع مع تزايد عمليات بيع العملات الرقمية على نطاق واسع. ويجري تداول بتكوين حاليا عند 4354.20 دولار، وهو أدنى مستوياتها في بورصة بتستامب منذ أكتوبر تشرين الأول 2017. وكانت العملة قد هبطت إلى أدنى مستوى في أكثر من عام يوم الأربعاء الماضي مخترقة مستوى دعم أساسي عند ستة آلاف دولار وتسببت في موجة هبوط بين العملات الرقمية الأخرى. وسجلت بيتكوين آنذاك انخفاضا نسبته 12.07 بالمئة عند 5505 دولارات. عشر سنوات العملة الرقمية «بتكوين» واحدة من أكبر الظواهر المالية في وقتنا الراهن. ففي حين فجر ارتفاع قيمتها السوقية الصاروخي أواخر العام الماضي أحلام الثراء السريع لدى الكثيرين، فإن تراجع قيمتها خلال العام الحالي أثار المخاوف من انفجار فقاعة المضاربة الضخمة في هذه السوق. يعود أساس العملة الرقمية «بتكوين» إلى عشر سنوات مضت عندما نشر شخص مجهول الهوية متخصص في البرمجة المشفرة أطلق على نفسه اسم «ساتوشي ناكاموتو» ورقة تحدد مبادئ وأسس العملة الرقمية المستقلة عن أي مؤسسات رسمية. وكانت الأفكار التي تحملها الورقة ثورية حيث لن تخضع هذه العملة لقواعد البنوك المركزية ولا للحدود الوطنية للدول. وبدلا من الحماية التي توفرها البنوك المركزية والمؤسسات الوطنية للعملة التقليدية، فإن تكنولوجيا البيانات التسلسلية المستخدمة في إصدار العملات الرقمية تضمن المصداقية والتأمين لهذه العملات. وقد تزامن ظهور هذه العملة مع انهيار بنك ليمان برازرز رابع أكبر بنك استثمار في الولاياتالمتحدة والذي فجر انهياره أزمة مالية عالمية. وقد ظهرت عملة «بتكوين» المجهولة في ذلك الوقت باعتبارها بديلا في ظل هذه الأزمة. 6.3 مليار دولار يعتقد أن «ساتوشي ناكاموتو» جمع ثروة قدرها مليون بتكوين (حوالي 6.3 مليار دولار) وهي الثروة التي ما زالت كما هي رغم التقلبات في أسعار صرف العملات الرقمية. ومازال لغز شخصيته أو شخصيتها المجهولة يغري الكثيرين من أجل حله والكشف عن هوية صاحب أو صاحبة هذا المشروع. وقد ظل «ساتوشي» يتواصل مع عملائه أو عملائها من مستخدمي «بتكوين» عبر الوسائل الإلكترونية قبل أن ينسحب تماماً من المشهد منذ سنوات قليلة. وكان المجرمون عبر الإنترنت في مقدمة المستفيدين من ظهور العملة الرقمية المجهولة. ففي المواقع غير المشروعة على الإنترنت مثل «سيلك رود» يمكن استخدام البتكوين لدفع ثمن المخدرات والأسلحة. وأدى الاهتمام العام بالعملة الجديدة ومحدودية الكمية المتاحة منها والتي لا تزيد على 21 مليون وحدة، إلى التهافت عليها خلال السنوات القليلة الماضية. وارتفع سعرها إلى مستويات قياسية. وبسبب محدودية الكمية التي قرر «ساتوشي» طرحها، فإن عملية سك هذه العملة الآن التي تحتاج كميات ضخمة من الطاقة وعمليات حسابية بالغة التعقيد، أصبحت تتطلب استخدام أجهزة كمبيوتر خادم عملاقة. وقد ازدهرت صناعة سك العملة الرقمية في أيسلندا نظراً لانخفاض أسعار الطاقة الحرارية فيها. في الوقت نفسه فإن هذه التكنولوجيا تمثل تطوراً يمكن أن يؤدي إلى اضطراب العديد من الصناعات القائمة ويثير الشكوك في مستقبل نماذج أعمال مستقرة منذ عشرات السنين بدءاً من صناعة التأمين وحتى التطوير العقاري.