عندما تتحوَّل الأحلام إلى حقيقة يُشَار لها بالبنان، وعندما تتحوَّل الرؤية لمشروعات عملاقة، وعندما يكون الوطن شامخًا شموخ الجبال، اعْرَف حينها أنَّك تتحدَّث عن السعودية، التي تعيش المستقبل في حاضر أيامها. كلماتي هذه أكتبها لوطني بمدادِ الفخر والاعتزاز، نعم، هنا السعودية، بقيادة الملك الحكيم سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده القائد المظفر سمو الأمير محمد بن سلمان، الذي كُنَّا معه على موعد مع تدشين سبعة مشروعات استراتيجية نُسابق بها الزمن، مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة والذَّريَّة، وتحلية المياه، والطب الجيني، وصناعة الطائرات، في زيارة تاريخية لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وضع حجر الأساس بيد سمو ولي العهد- الذي يُثبت لشعبه بأن أقواله دومًا تُرافقها الأفعال، وأن الثقة بالله كبيرة ثم بشباب الوطن، الذي يُعوِّل عليه كثيرًا في المرحلة الراهنة، ليكون على قدر التحدي والتسلُّح بالعلم في كل المجالات- لأول مفاعل للأبحاث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات، ومختبر للجينوم البشري، الذي سيُوثِّق أول خريطة للصفات الوراثية للمجتمع السعودي، بمساعدة شركة أمريكية متخصصة في هذا المجال، وهذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، يهدف إلى تحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والوراثية في المملكة. الماء عصب الحياة، ونحن نُحقِّق ريادة عالمية في مجال تحلية المياه، ومشروع جديد يطرح للعمل بالطاقة الشمسية في الخفجي تبلغ طاقته 60000 متر مكعب يوميًا، وخطين لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية يعد مفخرة وطنية متجددة، وهناك مختبر لفحص موثوقية الألواح الشمسية في العيينة، حاصل على متطلبات شهادة الأيزو 9001، وشهادات الهيئة الكهروفينية الدولية المتعلقة بمطابقة المنتج للمعايير العالمية. وكان لسموه موعد آخر مع إطلاق حاضنات ومسرعات برنامج (بادر) في كل من الدمام والقصيم والمدينة وأبها، وهو البرنامج الذي يرأس حاليًا الشبكة العربية لحاضنات تقنية المعلومات والاتصالات والمدن التقنية بالمنطقة العربية التابعة للأمم المتحدة، ومن بين المشروعات وضع حجر أساس محطة لتحلية المياه المالحة في مدينة ينبع، يعمل بالطاقة الشمسية، تبلغ طاقتها 5200 متر مكعب يوميًا، وتُعدُّ أول نموذج تطبيقي صناعي، يستخدم تقنية تحلية المياه بالامتصاص. كما أعلن عن وضع حجر أساس مفاعل منخفض الطاقة للبحوث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات يقع في مطار الملك خالد الدولي. هُنَا السعودية، منبع العلم والمعرفة، والابتكار والتخطيط المستمر لغدٍ مشرق برؤى استراتيجية وخطط قريبة وبعيدة المدى، تُعزِّز التعاون والشراكات المحلية والإقليمية والدولية لنقل التقنية وتوطينها.