شاركت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" بقوة في مؤتمر أسبار الدولي الثالث "عصر المستقبل.. السعودية"، والذي افتتحه سمو أمير منطقة الرياض مساء أول من أمس وسط حضور دولي كبير ورفيع على مستوى قيادات الجامعات والمؤسسات العلمية والاقتصادية في السعودية والعالم. وقدمت "كاوست" معرضاً ضخماً يحوي تجاربها البحثية الهامة ودعمها للشركات الناشئة، وتجول سمو الأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة الرياض، داخل المعرض بعد افتتاحه، مبدياً سعادته بأن تكون كاوست في الرياض وتعرض منجزاتها لأبناء الوطن في العاصمة. وويقدم المعرض الذي يأتي تحت شعار "من الابتكار إلى التأثير" عمل باحثي كاوست على تطوير خلايا شمسية عضوية ومرنة يمكن استخدامها على النوافذ وفي مرافق ومواد البناء. وتتميز هذه الخلايا بسهولة استخدامها وكفاءتها أكثر من تلك الموجودة في الألواح الشمسية التقليدية، حيث تساعد على خفض درجات الحرارة داخل المباني، وتولد طاقة أكثر وتقلل من استهالك الكهرباء. كما تعتمد هذه التقنية الجديدة على التفاعالت غير المتجانسة في أشباه الموصالت المرنة التي تضم السيلكون والمواد العضوية مما يعني كفاءة األداء مهما ارتفعت درجة الحرارة، وهي خاصية مثالية للمناطق الحارة. نباتات بمياه مالحة وتقود "كاوست" أبحاثَ تَحول وتكيف النباتات التي تنمو في التربة المالحة من أجل تطوير الزراعة الصحراوية في المملكة، ويدرس الباحثون أيضا الطرق التي تمكن النباتات التي تتحمل الملوحة من البقاء في البيئات ذات الظروف الصعبة، بحيث تستخدم هذه ّ المعرفة لجعل النباتات قليلة التحمل للملوحة تنمو بشكل أفضل في نفس الظروف الصعبة. ويهدف هذا العمل إلى تحسين إنتاجية النباتات في الظروف البيئية المتدنية -حيث تكون التربة مالحة أو المياه المستخدمة لري النباتات مالحة. وكجزء من هذا العمل، أكمل باحثو كاوست أول تسلسل عالي الجودة لجينوم نبتة الكينوا، وبدأوا في تحديد الجينات التي يمكن التعديل عليها إلنتاج المحاصيل الزراعية بكفاءة على نطاق أوسع. ويمكن أن يؤدي هذا التسلسل إلى النجاح في إنتاج محاصيل زراعية رئيسة في المناطق الجافة مثل المملكة العربية السعودية وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة والعالم. ومن بين الشركات الناشئة التي دعمتها "كاوست" وتقدمها في معرضها في مؤتمر أسبار الدولي الثالت الذي تتنهي مناسبته وعرضة مساء اليوم الثلاثاء، هي شركة "أنظمة المها"، وهي شركة وطنية ناشئة تعمل في مجال الرعاية الصحية الحيوانية والرصد المستمر لصحة الماشية بهدف زيادة إنتاج وكفاءة مزارع الألبان. وقد تم تأسيس الشركة وتطويرها في كاوست، وتوفر الشركة خدمات لرصد البيانات الحيوية للثروة الحيوانية وتحليلها بهدف زيادة كفاءة المزارع ورفع إنتاجها. وتستخدم الشركة أحدث التقنيات في مجاالت الاستشعار والاتصالات لضمان الرصد المستمر ّ والفعال للماشية. ويمكن لمزارعي األلبان مراقبة صحة المواشي طوال الأسبوع وعلى مدار الساعة، مما يسمح بزيادة الانتاجية وخفض التكاليف. ويشير المزارعون الذين يستخدمون تقنيات أنظمة المها الجديدة إلى زيادة بنسبة تصل إلى ٪9 في معدل الحمل لدى الأبقار الحلوبة وزيادة في إنتاج الحليب بنسبة ٪15. الحيتان المراهقة في حين طورت شركة سديم نظام استشعار معلوماتي حاصل على عدة براءات اختراع ومتخصص في رصد الفيضانات وحركة المرور في المدن الذكية. وقد تم تأسيس الشركة وتطويرها في كاوست أيضاً. تعمل تقنيات الشركة كنظام استشعار لا سلكي يمكن تركيبه في المناطق الحضرية وفي أنظمة الصرف الصحي. وتستمد تلك التقنية طاقتها من الألواح الشمسية الخاصة بها، ويمكن القول أن منتج سديم الرئيس هو نظام لتلقي البيانات وارسالها بين أجهزة الاستشعار الخاصة برصد حركة المرور أو الفيضانات. وكون كاوست تقع على ساحل البحر الأحمر في ثول، ولكون هذا البحر يعد واحداً من عشرين مكاناً معروفاً في العالم تتجمع فيه حيتان القرش، حيث يسكنه عدد متساوٍ من الذكور والإناث -بين رضع ومراهقين-مما يدل على أن البحر الأحمر قد يكون حاضنة مثالية لأسماك قرش الحوت. ولهذا عمل باحثو كاوست على تثبيت أجهزة استشعار متناهية الصغر مطورة بتقنية النانو على هذه الحيتان، يستطيع من خلالها علماء الجامعة القدرة على تتبع تحركاتها ومعرفة أنماط هجرتها، وذلك دعماً للجهود المبذولة لحماية هذه الكائنات البحرية المهددة. وقد أدت هذه المبادرة لاكتشاف أن البحر الأحمر يمثل موطًنا مثالًيا لتربية صغار هذه الحيتان، كما أنه أحد المناطق الوحيدة في العالم التي يمكن العثور فيها على أعداد متساوية بين الذكور والإناث من أسماك القرش الحوت. كما يستفيد الباحثون من خلال رصد هذه الحيتان في عملية تخطيط قاع البحر، والتعرف على تضاريس وجغرافية البحر الأحمر.