الإسلام دين الوسطية والاعتدال ولاشك أن الدين الإسلامي دين توسط لا غلو فيه ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط والشريعة الإسلامية هي خاتمة الديانات والشرائع السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على الناس جميعًا، والوسطية هي الاعتدال في كل أمور الحياة ومواقفها بل هي تعتبر موقفًا أخلاقيًا وسلوكيًا ومنهجًا فكريًا، والاعتدال هو الاقتصاد والتوسط في الأمور وهو أفضل طريقة يتبعها المسلم من أجل تأدية واجباته نحو ربه ونحو نفسه، والوسطية هي جوهر الدين.. قال الله تعالى في القرآن الكريم (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) وحذر المولى سبحانه من الغلو والتشدد ففي محكم التنزيل قال تعالى (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا). هذه مقدمة أحببت ذكرها لمناسبة انطلاق الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر مجلس الفقه الإسلامي الذي عقد بالمدينةالمنورة الذي نظمه مجمع الفقه الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الإسلامية، وكان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وافتتحه سمو أمير المدينةالمنورة، وحقيقة يبذل هذا المجمع جهودًا موفقة في الوسطية والاعتدال ومحاربة الأفكار المتطرفة والشاذة، ورعاية خادم الحرمين لهذا الملتقى تقديرًا وإدراكًا للفقه والشريعة الإسلامية وامتدادًا لخدمة قضايا المسلمين. الدكتور عبدالسلام العبادي أمين مجمع الفقه الإسلامي يقول «بحثت الجلسات موضوع زواج الصغيرات بين حق الولي ومصلحة الفتاة ومدى سلطة ولي الأمر في منعه أو تقييده من المنظور الشرعي، وأحكام الإعسار والإفلاس في الشريعة الإسلامية والأنظمة المعاصرة، والمفطرات في مجال التداوي، وموضوع ختان الإناث في المنظور الإسلامي». الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يقول «إن المجمع يمثل رمانة الميزان وأهل التوسط والاعتدال الذين يواجهون الأفكار الضالة ويحاربون الآراء الشاذة بسلاح العلم ومن خلال ما يقوم به من ربط الناس بالمراجع الموثوقة وتقييدهم بالمصادر التي تمثل منهلًا مؤتمنًا في عقيدة الأمة ومنهجها والحكم على النوازل والمستجدات فيها من منظور عقدي وتأصيل شرعي». * رسالة: «إن تطوير الخطاب الديني ضرورة ملحة ومتى اشتدت الحاجة إلى التجديد بوصفه وسيلة ضرورية لتحقيق مصلحة ظاهرة، فإن شمولية الإسلام تستوعب مثل هذا التطور، وهذا هو ما نعمل عليه حاليًا في الوزارة في إشاعة ثقافة التطوير في الخطاب الديني لتحقيق المصلحة الشرعية المقدرة». د. عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد