مع تعاظم الآثار السلبية لعالم الانترنت وال(أون لاين) وعالم صفحات التباعد والتوحد، أجد أنه لزام علينا أن نوصي أجيالنا بالوصية التالية: يا بني إن عالم شبكات التواصل بجميع برامجها وشبكاتها (فيس بوك- جوجل- سناب شات- تويتر وواتس أب) بحر عميق مظلم، غرقت فيه أخلاق الرجال، شبابًا وشيبة، وتاهت فيه عقول الجميع، وابتلعت أمواجه ترابطنا وحياء العذارى وخجل الملتزمين، وهلك فيه أخلاق كثر، يا بني احذر التوغل في هذا البحر، وكن كالنحلة لا تقف الا على الطيب من الصفحات والمواقع، لتنفع بها نفسك ثم الآخرين، يا بني لا تكن كالذباب يقف على كل خبيث فينقل العدوى والمرض دون أن تشعر، يا بني.. إن هذه الصفحات والمواقع سوق كبير ولا يقدم عاقل سلعته مجاناً، فالكل يريد مقابل سلعته، فمنهم المفسد ومنهم طالب شهرة، ومنهم ذو الفكر المشبوه، ومنهم المبتز، ومنهم المصلح، فلا تشترِ ولا تبع، قبل أن تتفحص السلع جيدا. يا بني اياك وفتح الروابط واللينكات، فإن بعضها فخ وتدمير، وشر كبير، وهكر وتهكير، ودمار وتدمير. يا بني اياك ونشر الاشاعات والخصوصيات والخوض في المحرمات، يا بني فكر قبل أن تعلق أو تشارك أو تنشر إن كان ذلك يرضي الله أم يغضبه، يا بني لا تعول عليه صداقة لا تعرف صاحبها، ولا تحكم على الناس من كتاباتهم فإنهم متنكرون وصورهم مزيفة وأخلاقهم مجملة وهم يرتدون الاقنعة. يا بني احذر الأسماء المستعارة لأصحابها لا يثقون في أنفسهم واياك أن تستعير اسماً، فالله يعلم السر وأخفى، يا بني أن كل إناء ينضح بما فيه، فكن كأخلاقك وليس أخلاقهم، يا بني اختر ما تكتب فأنت تكتب والملائكة تسجل والله فوق الكل يراقب ويحاسب. يا بني إن أخوف ما أخاف عليك في زمن الانترنت هو مشاهدة الحرام بدلاً من التواصل مع مجتمعك ونشر دينك وزيادة علمك ومعارفك. يابني أن أهم مداخل الشيطان الغفلة والشعوذة وهما عماد هذا البحر المظلم، فاستخدمه ولا تتركه يستخدمك، وابنِ به ولا تهدم، واجعله حجة لك لا عليك، وأسأل الله العليم أن يحفظنا ويهدينا سبل الرشاد.