بالتزامن مع هجمات ال «هاكرز» على مواقع إلكترونية إسرائيلية حسّاسة، انتشرت في اليومين الماضيين أغنيات شعبية ابتهاجاً بالهجمات «التي هزت إسرائيل»، يُكال فيها المديح لمن «لقنوا إسرائيل درساً في زمن التخاذل الرسمي العربي». وبغضّ النظر عن مستوى هذه الأغاني التي كتبت ولحّنت على عجل، فإنها أتت بمثابة متنفّس للفلسطينيين خاصة، والعرب عامة، الذين طال انتظارهم لأي نوع من الانتصارات ضد عدوّهم الذي يُنكّل بهم كل يوم، ولا يترك مناسبة إلا يعكّر صفوهم، سواء في الداخل أو في الخارج. «هكّر هكّر تل أبيب» لقاسم النجار من أشهر الأغنيات التي حصدت أكثر من نصف مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب» خلال يومين فقط. وهي على وزن أغنيته الشهيرة «فجّر فجّر تل أبيب» التي أطلقها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. وبدأ النجار الملقّب ب «فنان الشعب» أغنيته التي كتب كلماتها بالتعاون مع الشاعر عدنان بلاونة، بمقطع حواري هزلي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، يقول فيه الثاني للأول «شالوم أوباما الحكونا الحكونا الهكر لاعن أبونا». قبل أن يبدأ لحن الأغنية الصاخب ب «ولّع ولّع الهاكر ولّع... هكّر تل أبيت هكّرها... وكل المواقع دمّرها... يا بتخرب يا بنعمرها... هكّر هكّر تل أبيب». وتناول النجار في الأغنية وحدة إلكترونية عربية ضد الاحتلال، وغنى «توحّد هكر العربان، مصر تونس وعمّان، والجزائر الشجعان، هكّر هكّر تل أبيب». واستوحى في أغنيته من الفلكلور الغنائي الفلسطيني في مقطع قال فيه: «غنى يا حلالي ومالي... واتدمر السوق المالي... وكل اللي بيخطر ع بالي... إني أقهر تل أبيب... كرمالك والله يا أقصى راح نهكّر تل أبيب». واحتلت أغنية الفنان علاء رضا «هكّرناكي يا إسرائيل»، المرتبة الثانية من حيث الانتشار على «يوتيوب» و «فايسبوك»، بعد أغنية النجار. وبدأ رضا أغنيته التي كتبها جهاد بلاونة ب «هكر هكر هكر إسرائيل بخطر... هكّر هكّر هكّر وهالأغنية جكَر (مناكفة)»، قبل أن يصدح على أنغام موسيقى صاخبة كغيرها من الأغنيات «هكّرناكي يا إسرائيل، دمرناكي يا إسرائيل، أرعبنا الدنيا وأردعنا وع الهدف الواحد سدّدنا... لما مع بعض اتوحّدنا هكّرناكي يا إسرائيل». وتابع: «إضرب إضرب بالهكرات... سكّر جميع الشبكات... نتانياهو بقهره مات... دمرناكي يا إسرائيل... بهدلناكي يا إسرائيل». وربط رضا بين هجوم ال «هاكرز» على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية، وبين معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، خصوصاً الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من تسعة أشهر. فغنى «العيساوي بآخر أنفاسه... وحكام الأمة بيتناسوا... بس الوطني محمي بناسه... هكّرناكي يا إسرائيل». ولفت رضا في أغنية إلى أن التفوّق التكنولوجي هذه المرة انتصر على التفوّق العسكري الإسرائيلي، وغنى «لو ما ضل في معنا سلاح... الإنترنت هو المفتاح... أكبر موقع عبري طاح (سقط)... هكّرناكي يا إسرائيل». أما الفنان محمد أبو الكايد، فغنى: «تل أبيب أجلطها وخطوط النت هكّرها... تسلم إيدك يا اللي عاملها، هاي المواقع أيوة سكّرها، حييّ الأردن والجزائر، فلسطيني دمه ثاير، أرضك تونس ويا سورية، تحيا المغرب والسعودية»، قبل أن يختمها ب «هكّر هكّر، الموقع سكّر، واللي معانا يقوم يكبّر». وحظيت أخبار «هجوم الهاكرز على المواقع الإسرائيلية» على أعلى نسبة اهتمام لدى الفلسطينيين، عبروا عنها، من خلال تبادل الأخبار العاجلة بسقوط هذا الموقع الإسرائيلي أو ذاك، وكذلك تبادل التحذيرات من هجمات معاكسة، وطرق تلافيها قدر الإمكان، إضافة إلى تبادل الأغنيات التي مجدّت ب ال «هاكرز» وما فعلوه، وبعض الحوارات مع عدد منهم عبر الفضائيات العربية.