في مقابلة نشرتها مجلة فوربس الشرق الأوسط في عددها الشهر الماضي لمؤسس (أمازون) جيف بيزوس (54 عامًا)، والذي يرأس شركة بها 575 ألف موظف في كافة أنحاء العالم، وقد ارتفعت مبيعاتها وأرباحها وكذلك أسهمها خلال السنوات الأخيرة لتقترب من التفوُّق على شركة آبل، وتصبح أعلى شركة قيمة في العالم متجاوزة (تريليون دولار)، في حين يصبح رئيسها أغنى رجل في العالم بثروة صافية قدرها 160 مليار دولار، ذكر بيزوس في مقابلته العديد من الأفكار الهامة والدروس المفيدة للكثير من أصحاب الشركات والمؤسسات. بالرغم من أن أمازون تنافس أكبر شركة في العالم، إلا أن رئيس الشركة يصر بأن يعتبرها (أمازون) شركة ناشئة، بل ويُسمِّي مقرها (داي 1 تاور)، أو برج اليوم الأول، مُردِّدا باستمرار أنهم مازالوا في اليوم الأول من (العصر الرقمي)، وهو بالرغم من مكانته بين رجال الأعمال حول العالم كأغنى رجل، وفي الوقت الذي يتسابق فيه بعض رجال الأعمال للظهور في وسائل الإعلام، إلا أنك تجده حريصًا على السرية، بل وندرة الظهور في وسائل الإعلام، بالرغم من أنه يملك (واشنطن بوست)، أحد أشهر الصحف الأمريكية، كما أنه استطاع بفكرهِ تحويل (أمازون) إلى مجموعة شركات متجاورة على نطاق واسع مع التركيز على أربعة عناصر أساسية هي السمعة العامة والتأثير وخلق القيمة وعلاوة الابتكار. أفكار بيزوس تقوم إما بالنظر إلى احتياجات العملاء، فيتم تقديم منتج لهم يتوافق مع احتياجاتهم، أو البحث عن عملاء، لتقديم منتج متقن تم صناعته وترويجه لهم، وبالرغم من أنه بدأ كمتجر كُتب بسيط، إلا أنه اليوم قد استفاد من تلك البداية البسيطة، وأصبح يبيع كل شيء، ولم يعتبر بيزوس الخدمات الإضافية التي كان يُقدِّمها مثل الدعم اللوجيستي أو التكنولوجي أمرًا ثانويًا مضافًا للنشاط الأساسي، بل اعتبرها أنشطة رئيسة، وانطلقت منها شركات كبرى مستقلة مثل Amazon Pay وشركة AWS والتي حققت في عام 2017م إيرادات بأكثر من 17 مليار دولار. يُؤكِّد بيزوس أن «المثير للاهتمام في تعلُّم الآلة، مقارنة بالتقنيات الأخرى، هو تفرُّع نشاطاتها، فليس هناك فئة وحيدة من الأعمال أو الأنشطة الحكومية أو أي شيء آخر لا يمكن تطويره».. كما يضيف بأن «من المهم أن يقوم من حولك بعقد اجتماعات فعالة غير متكررة، وأن تضع خارطة طريق للمستقبل، فالقيام بالتنظيم الجيِّد لا يبقي أهمية لوجود الموظفين حولك، فالجميع يعمل وفق خارطة طريق متفق عليها». الاستماع إلى الناجحين والتعلُّم منهم ومِن خبراتهم من الدروس المهمة، والتي يجب على شبابنا اليوم الاستفادة منها، والاطلاع عليها، ومحاولة تكرارها.