جاء خطاب الرئيس التركي، رجب طيب أرودغان، على نحو من الرواية السعودية، لأحداث ما جرى للراحل جمال خاشقجي- رحمه الله-، وكانت أيَّام ما قبل إلقاء الخطاب، تُوحي بعض القنوات بأن هناك شيئا ما سيكون جديدًا، لكن لا جديد إلا التأييد للحقائق التي شرحتها مملكة سلمان، فأسقط كثيرًا في يد المتربصين والحاقدين، والحاسدين والشامتين، مما اضطر قناة الجزيرة إلى تقطيع البث للخطاب، لأنها لم تجد فيه بُغيتها، حتى ما اقترحه أردوغان بأن تكون محاكمة الجناة في تركيا، لم يكن إلا اقتراحا ليس إلا، وهو بعيد المنال، لأنه غير نظامي، حيث إن الواقعة حدثت على أرض سعودية تتمتع بسيادةٍ سعودية كاملة، فأُسدل الستار بعد الخطاب على حقائق؛ أوضحتها المملكة للعالم من قبل، للصغير وللكبير، وعلى العالم أن ينتظر القضاء العادل من السعودية، وهذا ما تعهَّدت به المملكة بكل شفافية، وأكَّد عليه سمو ولي العهد في كلمته. إن محاولات التشويش على استقرار المملكة، البلد الآمن، من خلال الإعلام الخارجي المعادي، والتربُّص بها، لابد أن يُواجَه بإعلام أقوى منه، يُركِّز على إظهار الحقائق، بعيدًا عن سفاسف الأمور، لأن المملكة اليوم تحتل مكانة كبيرة، ففيها قبلة المسلمين ومسجد سيد المرسلين- صلَّى الله عليه وسلم-، وهي كبيرة بدينها وعقيدتها، وشعبها وحكامها، وحراكها السياسي الإقليمي والعالمي، ولعل من نافلة القول أن نُدرك أن استهداف المملكة ومحاولة إضعاف شوكتها، والنيل منها، أمر يُخطِّط له أعداء كثر، بعضهم ظاهر عداوته، وآخرون يُظهرون خلاف ما يُبطنون، لا نعلمهم، ولكن الله يعلمهم، متخذين من أي حدث، طريقًا للنيل من مملكتنا، ولعل أقرب الأمثلة على ذلك حدث الراحل جمال خاشقجي – رحمه الله-، الذي علَّق عليه المتربصون آمالهم الخبيثة وأحقادهم الدفينة للنيل من المملكة عبر خطاب الرئيس أردوغان الذي خيَّب آمالهم، مما يستدعي أن نُعزِّز جانب التعاون، لتحقيق مزيد من تضييع الفرص على الأعداء، كما أكَّد ذلك سمو ولي العهد في كلمته، وأن تحكم علاقاتنا مع الآخرين مصلحة بلادنا وشعبنا، فشكرًا مملكة سلمان، وتحية للرئيس أردوغان، وإلى مزيد من التعاون، لقهر إيران وإصابة الأعداء بالخذلان. لقد جاءت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قاطعة الطريق على كل مَن يُريد أن يفسد العلاقة بين تركيا والسعودية، حيث قال سموه: التعاون اليوم بين الحكومة السعودية والحكومة التركية عمل مميز، ونعرف أن كثيرين يحاولون استغلال هذا الظرف المؤلم، لإحداث شرخ بين المملكة وتركيا، أُريد أن أرسل لهم رسالة من هذا المنبر، أنهم لن يستطيعوا عمل ذلك، طالما أن هناك ملكا في السعودية اسمه سلمان، وولي عهد اسمه محمد بن سلمان، ورئيس في تركيا اسمه أردوغان، وسوف نُثبت للعالم بأن الحكومتين متعاونتان لمُعاقبة أي مذنب. فاللهم احفظ مملكتنا الغالية، وقيادتنا الرشيدة، وسدِّد على خطى رضاك آمالنا وحياتنا.