كشف مسؤولون مشاركون في جلسات مؤتمر مستقبل الاستثمار بالرياض أمس عن 250 مليار دولار جاهزة لضخها في الاستثمارات المحلية، وعن جاهزية شركة أرامكو للاكتتاب العام، إلى جانب ارتفاع الايرادات غير النفطية خلال الربع الثالث إلى 48%، بينما ارتفعت الصادرات في الربع الثالث بنسبة 25%. وكانت فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في مدينة الرياض قد اختتمت فعاليات في يومها الثالث والأخير أمس. وانطلقت أولى الجلسات الحوارية في اليوم الثالث بجلسة تحت عنوان «التوازن المالي» شارك فيها صاحب السمو الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة وزير مالية مملكة البحرين، ووزير المالية محمد الجدعان. شهدت الفعاليات مشاركة اقليمية وعالمية واسعة وصفقات كبرى ونجاحا كبيرًا واهتمامًا ومتابعة عالمية من وسائل الإعلام وقطاع الاعمال والمسؤولين. الجدعان: 48 % زيادة في الإيرادات غير النفطية وعجز الموازنة لن يتجاوز 7% كشف محمد الجدعان وزير المالية عن ارتفاع الإيرادات غير النفطية في الربع الثالث 2018 إلى 211 مليار ريال، بنسبة زيادة 48 في المئة خلال عام، وأوضح أن الانفاق الحكومي ارتفع بنسبة 25 في المئة، مبينا أن الحكومة ستحرص على زيادة الانفاق لتوفر الدافع لنمو الاقتصاد وتضمن تنفيذ البرامج التنموية بالطريقة الملائمة. مشيرًا إلى إن المملكة قامت بتقليص عجز الميزانية خلال الثلاث السنوات الماضية من 16 في المئة إلى 9 في المئة في العام الماضي، ومن المرجح أن ينخفض عجز الميزانية بنهاية العام الحالي إلى دون 7 في المئة وربما أقل من ذلك. وقال الجدعان: إن إعلان البيان التمهيدي للميزانية يؤكد شفافية الحكومة وقدرتها على التنبؤ على المدى القصير أو المتوسط بما يتعلق بأرقام الواردات والنفقات للحكومة ويسمح للقطاع الخاص بالتخطيط لأعماله. وقال خلال الجلسة الاولى في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» التي كانت بعنوان « التوازن المالي» امس، أن الميزانية المتوازنة لا تتعلق بالأرقام فقط وانما بمدى الفاعلية والكفاءة في الانفاق وتقديم المزيد من الخدمات للمواطنين، واضاف: نحن لا نقول إننا لن ننفق لأننا لا نريد عجزًا ولكن نريد أن نتأكد من تحقيق مسار مستدام للإنفاق في السنوات الجيدة والسنوات العجاف وهذه الفكرة من برنامج التوازن المالي. مشيرًا أن المملكة يمكن أن تحقق الكثير من أهدافها الاقتصادية بنفس أو أقل من الموارد المتاحة حاليًا إذا تعاملت بحكمة وكفاءة في أعمالها. التويجري: فرص استثمارية في الصوامع والتعليم والصحة والمياه قال وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري أن هناك اكثر من 250 مليار دولار جاهزة لضخها في الاستثمارات المحلية، وأوضح أن شركة أرامكو جاهزة للتخصيص وفق أفضل الاشتراطات العالمية مبينًا أن الحكومة هي التي تحدد وقت طرحها وهي جاهزة لذلك. واضاف التويجري خلال جلسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» بعنوان «اهم النماذج الاقتصادية للخصخصة» أمس: عملنا على انشاء مركز للتواصل مع المستثمرين محليًا ودوليًا، ومن الآن وحتى الربع الأول من العام القادم لدينا اربع فرص استثمارية تتعلق بصوامع الحبوب وهناك فرص أخرى في التعليم والصحة قطاع المياه، ونحن في وضع جيد لتمويل تلك الاستثمارات اضافة الى وجود قوانين وتشريعات تشجع المستثمرين للدخول إلى السوق السعودي، كما لدينا عدد كبير من الشركات الأوروبية المهتمة بالاستثمار في السعودية. في الجلسة الثالثة والتي تتحدث عن المشروعات التي ما تزال تحت التنفيذ «مشروع البحر الأحمر، القدية،أوضح جون بانغانو الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير أن مشروع البحر الأحمر يطلق حقبة جديدة للسياحة الفاخرة، مشيرًا إلى وجود أكثر من 50 جزيرة وجمال خلاب يمتد على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع، بالإضافة إلى توفير 35 ألف وظيفة جديدة. بانغانو: مشروع البحر الأحمر يوفر 35 ألف وظيفة وقال بانغانو: نتطلع أن يصبح البحر الأحمر مشروعًا استثنائيًا، وأن يكون فرصة عظيمة لخلق الملايين من فرص العمل للشباب والجيل القادم، مبينًا أن المستهلك الحديث في السياحة لا يبحث عن استنزاف الموارد والثروات الطبيعية بل يسعى لاستكشافها، فالمستهلك اليوم لا يريد أن يكون جزءًا من المشكلة، بل يبحث عن حل لها، وهو على استعداد لتحمل تكلفة أعلى من أجل ذلك. وأشار الى ان صندوق الاستثمارات العامة هو الداعم الرئيس للمشروع ونتطلع الى شراكة مع القطاع الخاص، داعيًا الى المساهمة في تنفيذ المشروع. رينينغ: جمع أفضل المواهب وعقد شراكات لتنفيذ «القدية» أوضح ميشيل رينينغ الرئيس التنفيذي لمشروع القدية أن المشروع يفعل العديد من القطاعات كالترفيه والرياضة والفن، كما يعمل على تسخير الطبيعة الجغرافية للمملكة وتحويلها إلى استثمار صاعد للجيل القادم مما يعود بالنفع على الاقتصاد، واضاف: إن القدية ستكون أكبر الوجهات الترفيهية في العالم، وستغدو موطن الابتكار في المملكة، واساس نجاحها هو رغبة الأجيال الجديدة وطموحها قبل كل شيء. واضاف: نتطلع الى مساهمة المستثمرين في انشاء مشروع القدية والذي سوف يوفر وظائف للشباب السعودي، مشيرًا الى ان السعوديين ينفقون 3 مليارات دولار سنويًا على الترفيه ونسعى الى استقطاع جزء من ذلك. مبينًا انه تم وضع حجر الأساس للمشروع وتم جمع أفضل المواهب لتنفيذه ولدينا عدد من الشراكات للمساهمة في عملية التنفيذ ونسعى الى استقطاب مختلف المستثمرين محليًا و دوليًا. النصر: انتهاء المرحلة الأولى ل «نيوم» ولم نتأثر بالحملات المسيئة قال الرئيس التنفيذي لمشروع «نيوم» نظمي النصر انه تم الانتهاء من المرحلة الاولى ونحن الآن في المرحلة الثانية لتحديد كل القطاعات الاقتصادية المساهمة في بناء مدينة نيوم، مضيفًا: إنه تم تحديد 16 قطاعًا وتم دراستها وتحديد ما يحتاج لتنفيذ كل قطاع على حدة، وأضاف: العام المقبل سنشاهد ماهي القطاعات التي تم تنفيذها. مشيرًا إلى أن الشراكات لمشروع نيوم لم تتاثر جراء الحملات المسيئة للمملكة، وفي يناير المقبل سوف تتمكنون من رؤية ما تم الانتهاء من عمله. واشار المهندس نظمي إلى إن نيوم تعني المستقبل الجديد، وستكون أرض المستقبل وموطن المواهب الشغوفة والعقول المبدعة في عالم لا حدود لآفاقه، مبينًا أن مشروع نيوم يستند على ركائز مسؤولة عن نجاحه، أولها الالتزام والدعم من حكومة المملكة، ورئيس مجلس نيوم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. والالتزام الاستثماري الذي يصل إلى 500 مليار دولار كميزانية غير مسبوقة في التاريخ، وأخيرًا نظام حوكمة ناجح سيسهم في شق المسار الصحيح لمشروع نيوم.