يقدم العديد من الشباب والفتيات السعوديين أمثلة حية للإصرار والجد والمثابرة، من خلال مزاولة العمل الحر في مختلف المهرجانات والفعاليات التي تشهدها مناطق المملكة، وأقدم بعضهم على اقتحام مجال الطبخ وبيع المأكولات، ليتجاوزوا عقبة «نظرة المجتمع» التي كانت تقف حاجزًا أمام العديد من أبناء الوطن في مزاولة هذه المهن، رغم ما يمتلكونه من شهادات وتأهيل في مجالات تتراوح ما بين هندسة الأجهزة الطبية إلى فني مختبر وحاسب آلي، حيث يجذب الشباب والشابات بما يقدمونه من مأكولات، زوار مختلف الفعاليات، والتي كان آخرها مهرجان «فوانيس مكية» الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بمكة مؤخراً. مهندس الأجهزة الطبية وقال فواز منشي الذي يعمل مهندس أجهزة طبية بجامعة أم القرى: إن الشباب السعودي يهوى التحدي، حيث ظهر ذلك جليًا بوجود عدد كبير من الشباب يقدمون ثقافة جديدة عن طريق العمل الجاد، وعدم الاستسلام لثقافة «العيب» التي عفا عليها الزمن، مؤكدًا أنه يقوم بنفسه بتوفير طلبات الطبخ ومستلزماته، وإحضار اللحوم طازجة يوميا من المسلخ، وأضاف: أكثر الوجبات التي عليها طلب هي «السيرية» لأنها وجبة شعبية مشهورة في المنطقة، وأوضح أنه سعيد بالعمل في هذه المهنة، ولديه خطة أن يدخر جزءًا من الدخل لتطوير العمل وتحقيق أمنياته، ويرى أنه باستطاعته النمو في هذا العمل، وأن يصبح لديه مطعم كبير ببيع الوجبات الطازجة وأن يكون مسؤولا عنه في السنوات المقبلة، في حال لم يتحقق حلمه في تحقيق بعض أمنياته في الحياة مثل تكملة الدراسة خارج المملكة. متخصص الحساب الآلي وقال إبراهيم باغازي: إنه يطمح في تطوير نفسه في تقنية الشبكات ويفكر بالالتحاق بالدورات التعليمية في الكمبيوتر واللغة الانجليزية، غير أنها تحتاج إلى مبالغ إضافية، لذا قرر أن يعمل ويكتسب خبرة من خلال عربة فود تركس لبيع حلا بان كيك، التي بدأها دون عقبات، مشيرًا إلى أنه بدأ يدخر مالا وفيرًا من خلال هذه العربة يوميًا بشكل جعله يفكر أن يستمر في العمل فيها مستقبلًا إلى جانب عمله، وايضًا تراوده فكرة التوسع في تقديم البان كيك وتطويره من خلال فتح مطعم بدل من عربة الفود تركس. ابنة الموظف ومن ناحيتها قالت سامرين: أخترت الخروج إلى الساحة للعمل بأي عمل شريف لكسب الرزق الحلال لأنني كنت أحلم بمساعدة والدي كبير السن الذي تقاعد من إحدى الشركات بعد أن عمل فيها ما يقارب 30 عامًا، وقررت مع اثنين من أخواتي العمل على عربة فود تركس مختصة في بيع البليلة الحجازية بخلطات خاصة، بإشراف والدي حيث كان له سابق الخبرة والمعرفة في هذا المجال، وقد كسبنا ثقة زوار المهرجان، وحصلنا على مال وفير مما دفعنا للتفكير في افتتاح مطعم بمكة ينافس المطاعم الشهيرة. فني المختبر أما بسام محمد فقال العمل الشريف ليس عيبًا، وهو افضل من مرافقة اصدقاء السوء والنوم طوال النهار وقضاء الوقت في الشوارع وممارسة التفحيط، وأضاف: بدأت بالعمل في هذه المهنة بعد دراستي الجامعية وواصلت فيها حتى توظفت فني مختبر في أحد مستشفيات مكةالمكرمة من أجل كسب الرزق. يذكر أن مهرجان «فوانيس مكية» نظمته الغرفة التجارية الصناعية بمكة، وتضمن عددا من الأنشطة الترفيهية والتجارية والخدمية المتنوعة، مصحوبة بمسابقات عامة وجوائز يومية، إلى جانب دعم أصحاب عربات الطعام ال «فود تركس» والأسر المنتجة، لتمكينهم وتعزيز أعمالهم والإسهام في تنميتها، وكانت المشاركة في الفعاليات ومنح المواقع مجانًا لإتاحة الفرصة أمام الجميع في تقديم منتجاتهم وخدماتهم للزوار دون تحمل أعباء تكاليف استئجار المواقع، وشهدت الفعاليات معرضا لمنتجات رواد الأعمال والأسر المنتجة، وصاحب ذلك عدد من الفعاليات التي أسهمت في استقطاب الزوار بكثافة لمشاهدة المنتجات التي تقدم بأيدي حرفيين وحرفيات تحقق الدعم لمشروعاتهم الواعدة، ، كما خصصت اللجنة المنظمة معرضا لمنتجات رواد الأعمال والأسر المنتجة وأركانا توعوية للأطفال، ومساحات للجلوس وتناول الطعام وبرنامج المسرح التثقيفي.