أكتب هذا المقال لمحاربتي الجميلة أمي العظيمة ورفيقاتها من المحاربات العظيمات اللاتي تميزن بالشريط الوردي حتى كادت أنوثتهن تطغى عبر هذا اللون المفعم بالقوة والنجاح فما زادتهن إلا جمالاً، هكذا رأيت حسب ما عشت من واقع صداقة مع سرطان الثدي حينما ابتليت به والدتي فما وجدته إلا ضيفًا ثقيلًا زار جسدها الطاهر وقَدرُ الضيوف المغادرة، لا يدوم شيء في هذه الحياة وأولها المرض مهما بلغ من الألم، فالإنسان أعظم ما خلق الله سبحانه فكيف لهذه العظمة أن تضعف بسهولة؟ ومنها تتجلى قوة الإنسان أمام مرضه الراحل. يُعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر الأمراض انتشارًا في النساء حول العالم، ويُهاجم في سن مبكرة لهذا تأتي هنا أهمية الفحص الذاتي حيث يتم اكتشاف 40% من المرض من خلال الفحص الذاتي كما ذُكر أن نسبة الشفاء عند الاكتشاف المبكر 95% بعد فضل الله ورحمته، لهذا يعتبر الفحص الذاتي هو خط الدفاع الأول للمرأة من خلالها تحمي جسدها من هجوم المرض الثقيل. وما بين الجهل والخجل استمرت النساء في اللامبالاة بما يشعرن وبالتالي وجدن أنفسهن محاربات في ساحة المرض ساعيات للنصر، ومن هنا تنطلق مرحلة الوعي الصحي فيجب على كل سيدة أن تكون شجاعة، لأن تواجه كل مخاوفها وتبدد شكوكها بحقائق لا تخشاها، ولنا في الدكتورة سامية العمودي أسوة حسنة فهي مثال للمرأة الشجاعة والقوية الذي جعلها المرض عرابة القوة والأمل كما ذكرت في كتابها «مذكرات امرأه سعودية» وقد حصلت على جائزة أشجع امرأة دولية في عام 2007 والتي قدمتها وزارة الخارجية الأمريكية. وامتدادًا لزهرة الياسمين الجميلة الكاتبة الكويتية «دلع المفتي» التي أعلنت انتصارها وانهزام «السريطن» كما وصفته في مقالها «سأهزمك» وأعلنت تحديها حتى حققت ما تريد فكانت سيدة الفرح والبهجة وعلامة فارقة في وجه من يعتقد أن السرطان هادم اللذات، من قوتها تعلمنا أنه لا قوة إلا لمن استضعفت له، فالجسد يستمد قوته من قوة الروح المطمئنة بالله والمتكلة عليه. ختامًا تحية لكل محاربة وناجية، تحية لأمي التي ما إن أضعفتها مراحل العلاج حتى قاومته بكل قوتها وإيمانها فاستصغرت بعيني كل الأمراض وكل الابتلاءات وتعالت رحمة ربي في كل شيء هذا أعظم ما تعلمته منها في أشد تفاصيلها ألمًا.