بإشراف من وزارة الثقافة، شرعت إدارة جدة التاريخية، باتخاذ خطوات متسارعة تهدف إلى صيانة التراث بحي البلد (المدرج على قائمة اليونسكو)، من خلال ترميم 34 مبنى آيلًا للسقوط في الموقع التاريخي، حمايةً للسلامة العامة، ومنعًا لتدهور الهياكل القديمة. وتأتي هذه الخطوات التي تقودها إدارة جدة التاريخية مع مسؤولي البلدية وقادة المجتمع وأصحاب الأملاك، تزامنًا مع أعمالها الأخرى والتي تركز في مجملها على تطوير خطط طويلة الأجل للحفاظ على المنطقة التاريخية. وتعاقدت الإدارة، مع 5 مقاولين محليين ومجموعة أخرى من الخبراء المختصين في الحفاظ على الهياكل الخارجية، لإنجاز أعمال الترميم والإصلاح بحي البلد، ومن المخطط أن يتم إنجاز كل تلك الأعمال، وفقًا لمعايير ومواصفات منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الخاصة بترميم المباني التاريخية، حيث تهدف تلك الإجراءات العاجلة إلى الحفاظ على المباني في المنطقة التاريخية حتى يتم اعتماد خطط الحفاظ على الهياكل على المدى البعيد. وقال عبدالعزيز العيسى، المدير العام لجدة التاريخية: إن «حي البلد» يتمتع بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة، مشددًا على أن الخطوات التي تم الإعلان عنها، تأتي لضمان الحفاظ على أكثر المنشآت حساسية في المنطقة التاريخية. وطبقًا للعيسى، فإن أعمار العديد من المباني الواقعة في حي البلد والمنطقة التاريخية، تتراوح ما بين 100 إلى 1400 عام، مؤكدًا وجوب أن تراعي أنشطة المعالجة القائمة، تاريخ تلك الهياكل بهدف الحفاظ على سلامة المباني، وذلك عبر استخدام تقنيات ومواد تضمن تنفيذ العمليات بأعلى درجات الكفاءة والجودة. يشار إلى أن المباني الواقعة في جدة التاريخية، تتمتع بأهمية كبيرة لتاريخ جدة وتراثها الثقافي، وانطلاقًا من تلك الأهمية البالغة، فقد صادق مجلس الوزراء على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني والذي يعتبر المرجع لحماية منطقة جدة التاريخية التي تضم 400 مبنى في المنطقة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي، و200 مبنى في المنطقة العازلة المحيطة، جميعها يجري العمل على ترميمها.