نجاح باهر وبامتياز تكلل به موسم حج هذا العام ويأتي هذا النجاح كامتداد لعقود طويلة وخبرات في تنظيم الشعيرة التي تعد الركن الخامس من أركان الاسلام. وأولت المملكة ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز (رحمه الله)، عناية خاصة بالأماكن المقدسة، وعملت لسنوات طويلة على تذليل كافة الصعاب والعقبات أمام الحجاج وقاصدي الأماكن المقدسة، مما أوجد لدى اجهزة الدولة في شؤون الحج خبرة تراكمية ممتدة أسهمت وتسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجيج من عام لآخر، وليس غريبًا على المملكة التميز اللافت الفريد من نوعه في تنظيم الحج وإدارة الحشود التي وظفت له كافة إمكاناتها وأجهزتها . ووفقاً لرؤية 2030 نشهد تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتسارع وتيرة العمل المخطط والعمل الدؤوب والتطور النوعي لمنطقة المشاعر وفق احدث الاجهزة الإلكترونية المتطورة، وأن ضخامة التوسعة التي يشهدها الحرم المكي بخدماتها المتطورة تمثل نقلة نوعية شكلاً ومضموناً في خدمة المشاعر المقدسة والحجيج. وإقامة مشاريع الحرمين الشريفين التي تتم منذ أعوام في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، نابعة من مسؤولية المملكة تجاه المقدسات الإسلامية وقضايا الإسلام والمسلمين، وليست لأهداف اقتصادية أو دعائية، لأن ما تنفذه من مشاريع في هذا الإطار يأتي في مقدمة أولويات اهتمامات المملكة، ويعكس الدور الحقيقي الذي تضطلع به المملكة، وتؤديه على الوجه الأكمل، خصوصاً وهي تستشعر في ذلك عظم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقها وشرف الرسالة التي تحملها وإيمانًا بأهمية المملكة ومكانتها كونها قلب العالم الإسلامي والحاضنة للحرمين الشريفين ولها شرف خدمتهما، وبفضل الله باتت العمرة طوال العام حتى منتصف شوال ليأتي بعد ذلك شهر الحج الذي تكلل مؤخراً بنجاح باهر. ختاماً أثبتت المملكة للعالم باسره عاماً بعد آخر قدرتها اللا محدودة على ادارة وتنظيم موسم الحج واخراجه بأبهى صورة من الأمان والتسهيل والراحة التي يشعر بها الحاج من لحظة وصوله لأرض المملكة الى لحظة عودته إلى موطنه سالماً غانماً.