نجاح باهر وبامتياز تكلل لموسم حج عام 1439ه، ويأتي تألق النجاح كامتداد لعقود طويلة وخبرات في تنظيم الشعيرة التي تعد الركن الخامس من أركان الإسلام، ووقوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظه الله) وكل رجال الدولة على نجاح موسم الحج لهذا العام، الذي بلغ إجمالي أعداد الحجاج فيه (2.371.675). وأولت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز (رحمه الله)، عناية خاصة بالأماكن المقدسة، وعملت سنوات طويلة على تذليل كل الصعاب والعقبات أمام الحجاج وقاصدي الأماكن المقدسة، ما أوجد لدى أجهزة الدولة في شؤون الحج خبرة تراكمية ممتدة، أسهمت وتسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجيج من عام لآخر، وليس غريبًا على المملكة التميز اللافت والفريد من نوعه في تنظيم الحج وإدارة الحشود، التي وظفت له كل إمكاناتها وأجهزتها. وقدمت المملكة خلال موسم الحج كل التسهيلات لضيوف الرحمن، التي انتهت بنجاح منقطع النظير حقق في الميدان، حيث ترجمت أجمل صورة إنسانية لكل العاملين لخدمة حجاج بيت الله الحرام في سمو التعامل في مختلف الحالات، وأظهرت صورة تعاضد رجال الأمن الذين رسموا وتميزوا بنقل الخدمة العسكرية الأمنية إلى مستوى جديد من ثقافة الخدمة والتعاون الإنساني، والحفاظ على الأمن، والتعاون في شتى المجالات، والتنسيق مع جميع الإدارات الحكومية وغير الحكومية في الميدان، والانسيابية التي سارت بها كل المهمات الأمنية والصحية والإرشادية والتوعوية، وهي تتلاقى وتتضافر وصولا إلى غاية خلق أجواء الطمأنينة والسكينة والراحة لضيوف الرحمن، الذين أدوا مناسكهم بكل أريحية. وشاركت كل الوزارات والقطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية والأفراد، وبُذلت أقصى الجهود المادية والفنية، وقدمت التسهيلات وسخرت كل الخدمات لحجاج بيت الله، بداية من جهود التنسيق الدبلوماسي بين سفارات خادم الحرمين الشريفين وقنصلياتها في الخارج مع حكومات الدول القادم منها الحجاج، إلى تطوير آليات العمل للعناية بالحجاج، ومنح تأشيرات الحج لهم، وتقديم خدمات نوعية لهم في سفارات المملكة في الخارج، مرورًا بمنافذ ومحطات الوصول وخدمات النقل والإسكان وبرامج التفويج للجمرات والمسجد الحرام، وتجويد إدارة الحشود، لضمان سلامتهم حتى يعودوا إلى بلادهم سالمين غانمين. وهذا العمل المشترك الراقي المتميز من نوعه في التنسيق المتكامل الناجح، بات يشار إليه بالبنان؛ حيث استطاع أيضا أن يدير الحشود الكبيرة. وتألقت الإدارة والتقنية والأداء الاحترافي المؤسسي وفن التعامل في مكان محدد وزمن محدود بسواعد أبناء الوطن الأوفياء من مختلف القطاعات العسكرية والمدنية والحكومية والأهلية والتطوعية. ووفقاً ل»رؤية 2030» نشهد تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتسارع وتيرة العمل المخطط والدؤوب، والتطور النوعي لمنطقة المشاعر وفق أحدث الأجهزة الإلكترونية المتطورة، وأن ضخامة التوسعة التي يشهدها الحرم المكي بخدماتها المتطورة تمثل نقلة نوعية شكلاً ومضموناً في خدمة المشاعر المقدسة والحجيج. وبفضل الله باتت العمرة طوال العام حتى منتصف شوال، ليأتي بعد ذلك شهر الحج، الذي تكلل أخيراً بنجاح باهر. لقد أثبتت المملكة للعالم بأسره عاماً بعد آخر قدرتها اللامحدودة على إدارة وتنظيم موسم الحج، وإخراجه في أبهى صورة من الأمان والتسهيل والراحة التي يشعر بها الحاج من لحظة وصوله إلى أرض المملكة حتى عودته إلى موطنه سالماً غانماً، كما أن التخطيط المبكر والاعتماد على التقنية الإلكترونية بأحدث الوسائل والحزم والمتابعة الدائمة تعد من البوادر الرئيسة لنجاح الحج، ولما لمسه حجاج بيت الله من حسن الضيافة وضخامة الإنجاز. Your browser does not support the video tag.