• تعود العلاقة المشبوهة بين تنظيم الإخوان وقناة الجزيرة إلى بداية انطلاق القناة في التسعينيات الميلادية.. كانت علاقة غامضة؛ لكنها آخذة في التصاعد والوضوح، حتى ظهرت بشكلٍ جليّ لا لبس فيه خلال أحداث ما سُمِّي بالربيع العربي، حيث تخطت الجزيرة حدودها الأخلاقية؛ ودورها المهني في نقل الحدث وتحليله والتعليق عليه، إلى صناعة الأحداث وتسييرها على الأرض.. وهذا ما ظهر خلال أحداث مصر 2011 ثم ليبيا، حيث كانت الجزيرة مُحرِّكًا مُؤثِّرا ومُوجِّهًا للأحداث خدمةً للتنظيم الإرهابي!، تارة من خلال مغالطاتها الإعلامية الكبيرة، وتارات أخرى من خلال ثأثيرها المعنوي الذي قام بقلب وتزييف الكثير من الحقائق، وتجييرها لصالح تنظيم الإخوان؛ كتصوير مظاهرات مزيفة وترويجها لتهييج المشاعر، وصب الزيت على النار بتقديم الفتاوى التعبوية والإرهابية للقرضاوي، التي كانت تلهب الحماس وتُحرِّض على القتل علنًا!. وقد جاءت اعترافات رئيس مكتبها السابق في القاهرة محمد فهمي لتُؤكِّد هذا الدور التخريبي حين قال: إن قناة «الجزيرة» هي القناة الدعائية الحقيقية للمتطرفين الإسلاميين، وإحدى أذرع السياسة الخارجية للحكومة القطرية، واعترف فهمي صراحةً أن القناة تتلقَّى التوجيهات من الحكومة القطرية، وأنها تحوَّلت إلى بوقٍ كبير للاستخبارات القطرية!. • اليوم وبعد دخول القناة نفسها كطرف في الأزمة الخليجية، وبعد ظهور أطراف أخرى، كانت تحرص في السابق على عدم الظهور في الصورة، مثل المخابرات القطرية والنظام الإيراني ومليشيات نصر الله، لم تعد الجزيرة وحدها هي مَن تقوم بهذه الأدوار التحريضية التي تلعب على مشاعر وعواطف الدهماء والبسطاء من الشعوب العربية، فهناك مئات المواقع والإذاعات والصحف التي يُسيّرها المال القطري والفكر الإخواني في نفس الطريق القذر، لتحقيق نفس الأهداف في معظم الدول الإسلامية، إما من خلال استخدام بعض النصوص الدينية كأيديولوجيات، وإظهار رموز الإخوان كأبطال وقدوات لها، أو من خلال تأليب الشعوب ضد كل من يقف في وجه المشروع الإخواني - القطري، وتجييش مشاعرهم من خلال الكذب الممنهج، خصوصًا لدى الشباب، كما حدث في أحد الملاعب الجزائرية قبل أيام. • في ظل كل ما سبق لم يعد من المقبول أبدًا أن نترك الساحة لخونة الجزيرة ومن لف لفهم من قنوات التحريض، كي يعملوا بأريحية داخل صفوف الجماهير والشعوب العربية، فالمرحلة تتطلب إعلامًا محترفًا وقويًا يُقارع الجزيرة، ويكشف أكاذيبها وألاعيبها.