كان بلوغ إنجلترا الدور نصف النهائي بأحد أصغر الفرق وأقلّها خبرة في كأس العالم روسيا 2018 بمثابة مؤشر يدعو للثقة بالنسبة لجماهير الفريق وأمل بمستقبل مشرق للكتيبة الإنجليزية في البطولات الكبيرة المقبلة. في هذه الأثناء، سيعمل جاريث ساوثجيت دون شكّ على وضع خطة شاملة لتحقيق أكبر استفادة من إمكانيات الفريق. وكشف المدرب الإنجليزي أن كتيبته الشابة وضعت بالفعل خارطة طريق للفرق الشابة المقبلة، وذلك بالاستفادة من خبرتها، ولا سيما لقاء دور الستة عشر أمام كولومبيا الذي انتهى بالفوز بنتيجة ركلات الترجيح. وصرّح ساوثجيت: «قال لي مدربو فرق الشباب إن تلك المباراة كانت نموذجاً مثالياً للاعبي المستقبل فيما يتعلّق بالمرونة في اللعب والصبر والجهد الجماعي. وأضاف: بالنسبة لنا، يجب أن تكون هذه المشارَكة «في كأس العالم» بمثابة نقطة انطلاق لأن اللاعبين سيتحلّون بالثقة بما قاموا به. والتوقعات المنتظرة منهم الآن أصبحت أكبر، وهذا أمرٌ جيد بالنظر إلى أننا نتطلّع لنكون فريقا متواجدا دائما في المراحل المتقدمة من البطولات». يملك منتخب إنجلترا الملقب ب»الأسود الثلاثة» جيلا جديدا يتحلّى بعقلية الفوز. فقد نال منتخب تحت 21 سنة بقيادة المدرب أيدي بوثرويد لقب بطولة تولون الدولية قبل أسابيع قليلة من انضمام المدرب إلى الكتيبة الموجودة في روسيا للاستفادة من تلك المشارَكة، بينما تجدر الإشارة إلى أن الإنجليز هم الأبطال المتوّجون حاليا على العرش العالمي في فئتي تحت 17 وتحت 20 سنة. وقد استضافت إنجلترا منافسات كأس الأمم الأوروبية تحت 17 سنة هذه السنة ونجح فريقها ببلوغ المربع الذهبي الذي خسر فيه على يد هولندا بنتيجة ركلات الترجيح. ويتطلّع بوثرويد حالياً للاستفادة من دروس روسيا 2018 وتحويل هذا الإلهام إلى استعداد لخوض البطولات والتألق في ساحات المستديرة الساحرة. وقال: «أعتقد أن المباراة أمام كولومبيا كانت رائعة للاعبينا بالنظر للدروس التي يمكن أن يستقوا منها. كانت مباراة يمكن لعناصرنا الشابة أن تتعلّم منها على مستوى تعديل الأداء عندما تتلقى الشباك هدفاً متأخراً، والحفاظ على الهدوء، وتنفيذ ركلات الترجيح. فالهدف الجوهري من استراتيجية تطوير المنتخبات هو إعدادها لخوض اللعبة مع المنتخب الأول».