حذر نفسانيون من تداعيات غياب الرقابة وإهمال الأطفال، مؤكدين أن حادثتي أبهاوالمدينة والمتعارف عليهما إعلاميا ب»ضحايا الحوت الأزرق» يختبئ وراء ستائرهما جان واحد اسمه الإهمال، ورسم النفسانيون خارطة طريق من 4 نقاط للتصدى لألعاب الموت تبدأ بالتوعية بمخاطرها مرورا بمراقبة الأبناء واستثمار أوقات فراغ الأطفال وتفعيل خطب المنابر للتنويه بأخطار الألعاب، وقالوا: إن الإدمان على الألعاب الإلكترونية والإنترنت مثل الإدمان على المخدرات، مطالبين الأسرة والمجتمع بالعمل على اتخاذ خطوات جادة نحو معالجة المشكلة. إدمان الإنترنت قال استشاري طب نفسي أطفال د. عاطف سيد حامد قناوي: بعد الواقعتين اللتين حدثتا إحداهما بأبها والأخرى بإحدى قرى المدينة، بسبب الألعاب الإلكترونية لابد من التشخيص والعلاج وتعريف الناس أن هناك مرضا رسميا مصنفا بالتصنيفات الطبية لطب النفسي اسمه الإدمان على الإنترنت، وبالتالي فالواقعتان اللتان حدثتا خلال الأسبوعين الماضيين تؤكدان الحاجة الماسة للتوعية وليست توعية عادية بل يطلب الأمر التعريف بالمرض وهو مرض نفسي اسمه إدمان، وهذا مثبت بالتصنيف الخامس لطب النفسي وهو شبيه تصنيف سابق اسمه المقامرة. وأضاف بسماع تسجيل لصوت طفل أبها أكد أنه كان منزويا وكان هادئا ولم يكن يتوقع أن يحدث هذا له، ومن هنا فإنه يدق ناقوس الخطر ولابد من تعريف أبنائنا قبل الوقوع ببراثن تلك الألعاب ولابد من تحديد ساعات المشاهدة ومشاركة الوالدين لمعرفة نوعية المشاهدة، فتلك الألعاب تؤدي إلى الإدمان. وعن معيار التشخيص قال: يحدث هناك تغير في السلوك ينزوي ويأخذ وقتا أطول، وعن العلاج: قال الدكتور يجب إشغال وقت فراغ الأبناء بترفيه بديل وتغيير نمط الحياة بالتدرج وعمل برنامج للخروج من عالم الإنترنت بالتدرج وإن كانت هناك مشاهدة فتكون لمحتوى مفيد ويكون مع الأسرة. المراقبة هي الحل أكد استشاري طب الأسرة بصحة جازان د. أسامة أحمد الحربي أن الألعاب الإلكترونية لا تقتل الأرواح وإنما تسلب العقول وتجمد الفكر غالبا وتستولي على أدمغة أطفالنا، أما ما يشاع مؤخرا عن الألعاب القاتلة والتي يذهب ضحيتها الأطفال فهي أحداث نادرة يذهب ضحيتها غالبا فئة الأطفال أو المراهقين الذين يعانون مسبقا من اضطرابات سلوكية أو اكتئاب أو ضغوطات نفسية يتم استغلالهم سلبيا فتعطي ضعاف النفوس ومن لديهم نزعات إجرامية وسادية الفرصة للتجربة ليتم التحكم بهم وبأفكارهم خصوصا أن هذه الفئة غالبا ما تحب الاستطلاع واكتشاف الجديد. وأضاف الحربي أن انغماس الجميع وانشغالهم في استخدام الهواتف والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي والبعد عن من حولهم من أبنائهم والإهمال المتفشي في هذا الخصوص يعد من أهم أسباب ما يحدث للأطفال. وتابع: أما الحل فلا يكون في التهويل من الخوف والذي قد يكون غير مبرر عندما يتعلق الأمر بكل الظواهر الاجتماعية الحديثة، أو التي تستحدث والحل يكمن في مراقبة استخدام أطفالنا والمراهقين حولنا لشبكات التواصل الاجتماعي والتعرف على رفقائهم والتركيز على صحتهم وخصوصا النفسية. الاعتلال النفسي قال محمد أحمد محمد عبدالفتاح أخصائي طب أسرة بْمركز رعاية أبو عريش الجنوبي: مما لا شك فيه أن الطفل الذي يروح ضحية الألعاب الخطرة يكون عنده اعتلال نفسي، ومثل هذه الألعاب الخطرة عبارة عن غرف إلكترونية يتم اللعب فيها عن طريق قائد لمجموعة الأطفال ويأمرهم بعدة أوامر يدخل فيها الطفل لعدة تحديات، وإذا كان الطفل ليس عنده استقرار نفسي فسيعيش واقع التنمر الإلكتروني والدونية وسلب القرار الذاتي، ومن ضمن هذه التحديات بعض الأوامر التي تدخل الطفل في ضغط نفسي شديد بحيث يسلب القرار منه ويعيش بعيدا عن واقعه ومجتمعه وأهله ويعيش بعقله وتفكيره مع هذه المجموعات وهنا تكمن خطورة الموضوع، في الانفصام عن واقعه والانغماس في الواقع الافتراضي غير المعروف للوسط المحيط به، والوقاية تكون بمنع الأطفال من الدخول في هذه التحديات والألعاب. أخطار ومخاوف العمدة متعب العضياني طالب بوقفة حازمة من الجميع لمنع مثل هذه الممارسات ولا نقوم بتقاذف اللوم من جهة لجهة أخرى لابد أن نقف جميعا صفا واحدا للقضاء وليس الحد من مثل هذه الممارسات، كما طالب أئمة المساجد بتخصيص خطب لتحذير من مغبة الوقوع في براثن تلك الألعاب الخطرة التي لايقل خطر إدمانها عن إدمان المخدرات هذا خلاف المحتوى فبعض الألعاب تحوى محتوى خطيرا يغير سلوك النشء ويربيه على سلوك غير سوي. الكل مسؤول الخبير الأمني العميد متقاعد عتقه عواد الجهني قال: لا خلاف إنها حادثتان مفجعتان والمتهم لعبة إلكترونية، وفي رأيي أن المسؤولية تقع على عاتق كل أفراد المجتمع بكل أطيافه فللأسرة دور المتابعة والتربية والإعلام يقع على عاتقه توعية المجتمع من هذه الآفة وللإعلامي الأمني دور مهم ممثلا بالناطقين الإعلاميين بشرط المناطق، فنشر مثل تلك الأخبار والتوعية أمران مهمان للمجتمع ليعي الجميع مغبة ما بيدي أطفالهم وتقع أيضاً المسؤولية على هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بحجب مثل تلك المواقع مصدر تلك الألعاب الخطرة على المجتمع خاصة الأطفال، فبعد تلك الحادثتين يجب أن يعي الجميع وعلى رجال الفكر والعلم أن يقوموا بدورهم تجاه المجتمع، لحث الآباء والأمهات على مراقبة أطفالهم والحرص عليهم وعدم تركهم لتلك الأجهزة التي تحوي ألعابا إلكترونية خطرة وتكون نهايتها وخيمة على الأسرة والمجتمع ولابد من تفعيل الحماية المجتمعية كل وزارة وكل جهة ذات علاقة يجب أن يقوم الجميع بدوره على أكمل وجه لحماية مجتمعنا وخاصة فلذات أكبادنا. فلا يترك الآباء أبناءهم لتلك الأجهزة توجههم لدروب الخطر. تحذير نسائي حذرت مجموعة سيدات من خطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، خاصة بعد حادثتي وفاة طفل في عسير، وطفلة في المدينةالمنورة، وأضفن أن مراقبة الأبناء وملء أوقات فراغهم بالمفيد وتوعيتهم أبرز وسائل الوقاية من ألعاب الموت. وقالت سارة أحمد زيداني: اتجهت فئة من الأطفال نحو الألعاب الإلكترونية في ظل ضعف الرقابة من الأهل، لأن ليس كل لعبة تناسب عقل أي طفل أو مراهق، ونحن مستهدفون حتى في التقنية، لذلك يجب معرفة اللعبة التي يلعبها ابنك وما هي أهدافها وما أضرارها وما هي سلبياتها وإيجابياتها، وأضافت زيداني أن الفراغ يعد أحد الأسباب الكافية لانغماس الطفل والمراهق والغرق في هذه الألعاب الإلكترونية، وتوفر هذه الأجهزة بلا رقيب وعدم احتواء الوالدين للطفل، ولا شك أن الوقاية من هذه الألعاب تكون بالبحث عن البدائل التي تناسب الفئة العمرية من أنشطة، وأنا كأم استفدت من وقت بناتي في العطلة بحضور دورة الأشغال اليدوية في نادي الحي. غياب الرقابة وقالت نوال جابر: إن أسباب انغماس الأطفال في الألعاب الإلكترونية تشمل: الفراغ، عدم إدراك الوالدين بخطر ترك الأبناء لوحدهم مع الأجهزة دون رقابة، عدم استثمار طاقات الشباب والأطفال بما يعود عليهم بالفائدة، عدم قيام الجهات المختصة بمسؤولياتهم في التحذير. وأضافت نوال أن الوقاية الأسرية في أمور يجب اتباعها وهي: تحصينهم دينيا وثقافيا، إشغال أوقاتهم بحيث يكون للأسرة برنامج ترفيهي وثقافي وديني، مشاركتهم في اهتماماتهم والدخول معهم في حوارات، ومشاركتهم في الألعاب والاطلاع معهم على كل جديد. وأوضحت أن هناك الوقاية المشتركة بين الأسرة والمجتمع بتضافر الجهود المجتمعية والأسرية للوقوف في وجه ما من شأنه تدمير الشباب، وقيام الرئاسة العامة للرياضة والشباب بواجبها في استثمار طاقات الشباب والأطفال وتوجيههم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم، وفتح المزيد من النوادي الرياضية والثقافية والاجتماعية. عقول الأطفال فيما قالت أحلام إبراهيم مجممي: إن الألعاب الإلكترونية تلعب بعقول الأطفال والمراهقين، وأشارت إلى أن عدم إعطاء الطفل جوالا وهو صغير يكون أفضل أو يعطي الأب والأم أولادهم جوال ويتابعونهم وينتبهون لهم. وأوضحت دلال التميمي أن الألعاب الإلكترونية انتشرت في المجتمعات البشرية بشكل عام، والمجتمع السعودي بشكل خاص والملاحظ أنه أثناء ذلك كثُر بين بعض الأطفال والشباب حب العزلة، والبعد عن الاجتماعات الأسرية والمشاركات الفعلية في شؤون الأسرة، وتابعت: دلال أن من أبرز الأسباب التي ساهمت في غزو الألعاب الإلكترونية منازلنا ما يلي: عدم تخصيص الأسرة ساعات محددة باليوم للفضاء الإلكتروني على سبيل المثال 1-2 ساعات فقط، مبالغة بعض الأهالي في تلبية احتياجات أبنائهم بمجرد الطلب بالرغم من المضار، وقالت: إن العلاج من هذه الألعاب التي تشجع على العنف والانتحار لدى الأطفال يشمل: إشراك الأبناء في دور تحفيظ القرآن الكريم وتلاوة حروفه، مراقبة الأبناء، اتفاق أطراف الأسرة بقضاء أوقات ممتعة بزيارة الأقارب، والخروج للنزهة البرية، وتخصيص حديقة منزلية صغيرة لمزاولة الأنشطة الرياضية. إهمال وتقصير وذكرت خولة العمري أن الإهمال والتقصير من الأهل عند استخدام هذه الألعاب يشكل خطرا على الأطفال، فيما قالت علية القرني: إن سبب انتشار الألعاب الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين هو عدم إشغال أوقات الفراغ لديهم وتوجيهم التوجيه الصحيح لاستثمار الوقت. كما قالت فاطمة حسن أم ريم: لا شك أن عدم الرقابة من الأهل وجهلهم بخطورة الألعاب الإلكترونية وخاصة التي تحتوي على «اونلاين» يؤدي إلى قتل العقول، وأضافت أنه يجب توعية الأطفال بخطورة هذه الألعاب ومراقبتهم. ألعاب لا تناسب الأطفال GTA V تروج لأفكار خاطئة مثل السرقة، القتل، القيادة بتهور بالإضافة للملاهي الليلية. DARK SOULS تدفع الطفل للغضب والانفعال وبها مشاهد عنف دموية. MORTAL KOMBAT تحتوي على مظاهر تعرٍ وعنف دموي شديد. CONAN EXILES مشاهد تعرٍ. FALLOUT NEW VEGAS تروِّج للعنف والقتل والأفكار الجنسية كالمومسات والمثلية. DUKE NUKEM تقحم اللعبة الجنس بشكل مباشر في معظم مراحلها. BULLETSTORM تروِّج لأساليب قتال عنيفة وتكافئ اللاعب كلما كان أسلوب القتل مميزًا. THE WITCHER تحوي مشاهد عريٍّ إضافة إلى العنف الدموي.