نكتب اليوم ونحن سعداء بصدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء وزارة الثقافة وكلنا أمل ككتاب شباب ومثقفين، أن تكون الوزارة داعمة لنا ولكل ما يتعلق بالثقافة والفكر والإبداع وخاصة في هذا الوقت حيث أصبحت الحاجة ملحة تمهيدًا لانطلاق مرحلة فكرية ثقافية جديدة، تتماشى مع رؤية السعودية الطموحة وتخدم من نفس المنطلق آمال المجتمع وتطلعاته. إن مجتمعنا يمر بمواقف حاسمة نحو مستقبل زاهر مشرق مما يحتم على الثقافة من خلال رؤية الوزارة أن تتحمل عبئًا ثقيلا إذ هي الملجأ الوحيد في مثل هذه الظروف العصيبة، حيث لا يمكن أن يترك الإنسان لمقاديره ولابد له من رعاية فكرية موجهة. إن الهدف الأساس الذي يتحتم أن تسعى إليه فلسفتنا الثقافية هو صنع الفرد الواعي لرسالته الإنسانية القادر على حمل هذه الرسالة العظيمة، المتفتح تفتحا كاملا للنهوض بأعبائها وهي تتناول الإنسان في مختلف حالاته من نعيم صلاته بالله أولا، الخالق للكون والطبيعة والحياة، ثم بمجتمعه وأسرته ووطنه على أسس سليمة. إن ثقافتنا تعتز بتراثنا العربي الإسلامي وتستمد أصولها من العادات والقيم الحميدة والعدالة الاجتماعية وبالتطور المستمر لهذا المجتمع المعاصر الذي أوجد هذا الإنسان المكافح ليتحدى صعوبة الصحراء بكل قوة وعزيمة، رسمت له المبادئ التي تساعده على حل المشكلات وخلقت له سبل العيش والتعايش. إن فلسفتنا الإنسانية لم تكن يوم من الأيام فكرة تعصبية ضيقة مغلقة على نفسها محجوبة عن التطور والاتصال بالتجربة العالمية بل هي حريصة على الانفتاح على العالم وعلى تمثل القيم الإنسانية وعلى السعي الإنساني المشترك وهي تدرك وستزيد قناعة أن انبعاثها الحقيقي لن يكون جديا إلا إذا كان في مستوى العصر وفي مستوى طموحاتها المستقبلية ومستوى مساهمتها وعطاءاتها الإنسانية وللإنسانية. أن الثقافة التي نريدها هي التي تسهم في تقدم المجتمع وتنميته والتوفيق بين ثقافتنا الحالية وبين الأساليب الواجب ابتكارها وفق أسس علمية لمجابهة المشكلات التي تحيط بمجتمعنا ولن نتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال بناء جيل واعي مستنير مؤمن بالله مخلص لوطنه يدرك رسالته الوطنية والإنسانية ويثق بنفسه وبمجتمعه والعمل على تحصينه ضد كل تسلل أجنبي يهدف إلى إفساد ديننا أو لحمتنا الوطنية أو التشكيك في قيمنا ومبادئنا ويوهين شعورنا بمجد رسالتنا ورؤيتنا. عمر محمد العمري مشرف تربوي في جامعة الإمام