لا يختلف اثنان على أن مباراة اليوم بين فرنساوبلجيكا، تستحق أن تكون النهائي، وعلى كأس العالم، ففرنسا، وبلجيكا يعيشان عصرًا ذهبيًا من حيث كوكبة النجوم وتخمتهم في كل فريق ووجودهم في أقوى دوريات العالم. اليوم، مليارات الدولارات واليورهات تركض على أرض الملعب، ويتابعها الملايين في كل بقاع العالم.. حقًا إنه نهائي مبكر، والمسار الظالم الذي قذف ببلجيكا في وجه فرنسا، والمطلوب واحد منهما للنهائي، وفي كل حال نحن سوف نستمتع بما يقدمه بوجبا ومبابي وجيرزمان والمحور كانتي في المقابل هناك هازارد ولوكاكو ودي بروين والحارس كورتوا والشاذلي والقائمة تطول في المنتخبين. المدرسة الفرنسية بكل ثقلها اليوم، تلاقي الكرة البلجيكية التي ارتقت وأصبحت مدرسة مستقلة، تقدم المدربين المنتشرين في أنحاء العالم والمعروفين بقوة الشخصية والمرونة الفكرية. أشعر أنني منحاز لبلجيكا الحاضر، الفريق الممتع والنجوم الموهوبين، والجيل الذي تم بناؤه خلال خمسة عشر عامًا، ليصعد بالدولة التي تستوعب الجميع، ليعتلي قمة الكرة في العالم، والاستيعاب البلجيكي ولد تعدد ثقافات، ومواهب، تطورت في شتى المحافل، فكما هي بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، باتت بلجيكا يعرفها الجميع، والكرة شهرة تفوق كثيرًا من المجالات الأخرى. تارة أخرى أشعر أنني منحاز إلى فرنسا التاريخ، فكأس العالم فكرة فرنسية التي قدمها الفرنسي جول ريميه، وعاندت هذه الكأس فرنسا حتى عام 1989. التاريخ يقول إن فرنسا كانت قريبة من اللقب في أكثر من مرة، شخصيًا قربها في عام 1982، وحينما غادرت على يد عقدتها. و ثم أعادت فرنسا الكرة في عام 1986، حينما نجحت في إقصاء برازيل «زيكو» لتصطدم بألمانيا من جديد في نصف النهائي، يومها كانت كل الترشيحات كانت لصالح فرنسا منتخب بلاتيني وتيجانا وفيرنانديز آلن جريس وأمروس، أبطال أوروبا 1984 الذين سحقوا بلجيكا آنذاك بالثلاثة ، فاجأتهم ألمانيا بقيادة المدرب بيكنباور بهجوم ضاغط وهدف مبكر، ثم شن الفرنسيون هجومًا على مدار التسعين دقيقة المتبقية، لكن بدون جدوى، وفي الثانية الأخيرة كرة من الحارس الألماني شوماخر إلى لاعب الوسط ماجات، ومنه إلى فولر، هدفًا أنهى الحفلة، لينتهي جيل بلاتيني دون مونديال. وتمكن زيدان والمدرب الحالي الذي كان لاعبًا وقتها ديشامب من كسر عناد 64 عامًا.. ما أود قوله إن فرنسا منتخب يعانده الحظ أحيانًا، حتى عام 2006 خسر النهائي أمام أيطاليا رغم أنه كان الأفضل. لفرنسا سطوتها على منتخبات أمريكا الجنوبية، ومواقفها المشهودة مع البرازيل، لكنها تخسر أمام الأوروبيين وهذا ما يخشاه الفرنسون اليوم ، لكن متى نجحت في استغلال بطء الدفاع البلجيكي و الاستفادة من سرعة مبابي ، فانها ستتفوق لا محال. أما في حالة تأهل فرنسا اليوم ووصول إنجلترا في الجانب الآخر، فإنها ستكون معركة دامية على ضفاف بحر المانش.. ولنبقى في مباراة اليوم، فرنساوبلجيكا مرشحة، والمونديال أحد أقوى منتخبات روسيا 2018. الخلاصة.. المواجهة ظالمة.