كنت وما زلت ضد تحديد سقف رواتب اللاعبين، ولأن كرة القدم منظومة عالمية، يجب أن نكون خلالها وليس خارجها، ولكن واقع مشاركات منتخبنا في المونديالات الأخيرة، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك ، أن يخرج اللاعب السعودي للاحتراف الخارجي ليكون أكثر تمرسًا وخبرة في المواجهات الكبرى، وألا يظهر كما كان عليه الأخضر أمام روسيا يعاني رهبة البداية وبأقدام مرتعشة، ولن يخرج اللاعب السعودي من الدوري المحلي طالما أنه يحصل على مبالغ مالية كبيرة، وهو باق وسط الأسرة والمجتمع وبكل ما فيها من حياة اجتماعية لا تساعد على تطبيق الاحتراف الحقيقي، فمن هنا أتفق مع قرارات اتحاد الكرة يوم أمس، فاللاعب السعودي ينبغي عليه أن يخرج للاحتراف الخارجي، فزيادة عدد المحترفين الأجانب في دورينا إلى 8 وتقليص رواتب اللاعبين سيجبر اللاعب السعودي على الاحتراف الخارجي أو البقاء هنا لتطبيق احترافي حقيقي ليجد مكانًا في تشكيلة الفريق، وهذا هو المطلوب.. المهم أن نقيم مشاركتنا في المونديال ونستفيد من الدروس التي مرت بنا. سرعة صدور القرارات وعقب انتهاء مشاركة الأخضر مباشرة في مونديال روسيا 2018 ، وبعد فوز كبير ، تأكيد على أن وتيرة العمل مستمرة ، ولا تتأثر بالنتائج الوقتية . بالأمس كنت في برنامج «حدث الساعة» عبر إذاعة BBC مع 4 زملاء من مصر وتونس والمغرب، تحدثنا وتحاورنا، وكانت وجهة نظري يجب ألا نبالغ في جلد الذات ومهم جدًا أن نستفيد من الأخطاء، التي مرت بنا، وكل يقيم مشاركته على حساب مستوياته، فنحن في المملكة غضبنا من خسارة مباراة الافتتاح و5 روسيا وأداء لاعبينا السيئ ولن نغفل أخطاء المدرب في الضغط الهجومي على فريق يلعب بين أرضه وجمهوره، وكان الأولى أن نلعب نحن على المرتدات، كما أن إخراجه للاعب المحور عبدالله عطيف ولعبه برأسي حربة وفتح الملعب على مصراعيه، وهو ما لم يفعله في المباريات التجريبية.. خطأ لا يمكن تجاهله، وفي النهاية ولأن النظرة شاملة فإن بيتزي قدم عملًا كبيرًا واستمراره مطلب، والأمر محسوم. ما أود قوله إن النظرة للمشاركات العربية يجب ألا تقتصر على مونديال روسيا فقط، فنحن في السعودية ما زلنا نتغنى بمونديال 94 حينما تجاوزنا المراحل التمهيدية إلى دور ال16، والمغاربة يتغنون ب86 حينما تأهلوا لدور الثمانية، وتونس مشاركتها الأفضل بنجومها الكبار في عام 78 بالأرجنتين والجزائر 82 في إسبانيا.. إذًا نحن نتحدث عن الماضي البعيد الذي يبرهن على تراجع الكرة العربية في ظل تطور المنتخبات الأخرى، ومن هذا الواقع فإن المنتخب السعودي بعد 94 ماذا قدم؟ في 98 مشاركة بالخسائر وتعادل وحيد مع جنوب إفريقيا، وفي 2002 أسوأ المشاركات لمنتخبنا الوطني، خسرنا 8 من ألمانيا وواحد من الكاميرون و3 من آيرلندا، وعدنا صفر وشباك متخمة ب12 هدفًا، وفي 2006 تعادلنا مع تونس وخسرنا بالأربعة من أوكرانيا، وبهدف من إسبانيا، ثم بعد ذلك لم نتمكن من التأهل أصلًا، وتقهقرنا في المراكز العالمية وتلقينا الخسائر في البطولات الآسيوية من أضعف المنتخبات، ثم تمكنا من التأهل للمونديال عن جدارة واستحقاق، وكما ذكرت آنفًا مباراة روسيا كانت رهبة بداية وأخطاء فنية، ثم عاد الأخضر أمام الأوروجواي وقدم أداءً جيدًا، ومستوى أفضل بكثير أمام الأشقاء المصريين توجه بفوز رائع، وبالتالي فإن كرتنا تتقدم الآن بعد سنوات من الضياع، لذلك منطقيًا يجب أن نعزز دعمنا للخطوات الحالية طالما أننا عرفنا الطريق الصحيح وسلكناه.