خلت شوارع مدينة أبها من المركبات النسائية، باستثناء حالات نادرة لم يتابعها العديد من الأهالي إلا على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم مرور يومين على بدء تطبيق قرار قيادة المرأة، ونزول قائدات المركبات السعوديات إلى الطرقات بمركباتهن في عدد من مدن المملكة. ورصدت جولة ل «المدينة» في شوارع أبها غياب قائدات المركبات، فيما أوضحت مصادر مطلعة بأنه لم يتم إصدار أي رخصة نسائية في أبها حتى الآن، بل تم استبدال عدد قليل من رخص القيادة الدولية لمجموعة من النساء عبر مدرسة تعليم قيادة السيارات. من ناحيته أكد مدير عام مدرسة تعليم القيادة بمنطقة عسير خالد السياري بأنه وبخصوص مدارس تعليم قيادة السيارات النسائية لم يبت فيها بمنطقة عسير حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن أمرها متوقف لدى جهات أخرى، منوهًا بأن الرؤية سوف تتضح خلال الأيام القادمة داعيًا السيدات الراغبات بقيادة السيارات، ويمتلكن رخصة دولية رسمية مراجعة مقر الفحص الدوري بمدينة أبها بالمحالة واستبدال رخصهن فورًا؛ شريطة أن تكون رخصتها الدولية لا تزال سارية ولم تنتهِ، وأضاف: في حال كانت منتهية فستعامل وكأنها تريد إصدار رخصة جديدة، وهذا الأمر لم يفعل حتى الآن لدينا؛ لعدم وجود مدارس لتعليم القيادة النسائية وانتظار أي جديد من الجهات ذات العلاقة في قادم الأيام. يُذكر أن المواطنة مريم آل مضواح كانت أول امراة تقود مركبتها بنفسها بمدينة أبها، معبرة بذلك عن فرحتها بهذا القرار التاريخي الذي اعتبرته منصفًا وسيكون عونا لجميع النساء بالاعتماد على انفسهن معبرة عن شكرها لوالدها، الذي قالت بأنه كان أول الداعمين لها. «المدينة» حاولت التواصل مع إدارة مرور منطقة عسير، ممثلة بمديرها العقيد يحيى الشهراني، إلا أنه لم يتجاوب. قالت عبير العلي أولى الحاصلات على رخصة قيادة بمدينة أبها، بعد استبدالها رخصتها الدولية، إنه تفعيلًا للأمر السامي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة أعلنت الإدارة العامة للمرور إمكانية استبدال الرخص الدولية السارية المفعول، وذلك عبر مكاتب استخراج الرخص في مناطق عدة بالمملكة، منها مدينة أبها، وبادرت بتعبئة بياناتي عبر الموقع الخاص للمرور للبت في عملية الاستبدال، وإجراء الفحوصات المطلوبة، ثم التوجه لمقر إدارة الرخص في أبها بعد تحديد موعد مسبق في المرور. وهناك تمت مطابقة البيانات وإجراء اختبار عملي، ثم إصدار الرخصة في نفس اليوم وفي وقت وجيز. وأضافت: مع بدء يوم الأحد 10/10 انطلقت صباحًا في سيارتي الخاصة لقضاء أعمالي، ثم اصطحبت أطفالي في جولة على مدينة أبها ولأول مرة خلف المقود. ولم ألحظ خلال الجولة أي استنكار أو تصرف غير لائق. بل كانت القيادة تتم بسلاسة وهدوء وتقبل واضح من الآخرين الذين يقاسمونني الطريق. وقالت عبير ل»المدينة»، إنها لاحظت عدم وجود نساء يقدن سياراتهن رغم مرور يومين على بدء تطبيق القرار؛ وهذا بسبب عدم وجود مقر للتدريب على القيادة واستخراج الرخص للنساء في منطقة عسير. بالرغم من حاجة كثير من النساء المنطقة، ورغبتهن في التعلم وإصدار الرخص، وعدم تبني أي جهة حكومية أو أهلية مبادرة لافتتاح مثل تلك المراكز.