تشهد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير عملا دؤوبا لإحداث نقلة نوعية في القطاع السياحي الوطني بدعم كبير من سمو أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، لتغطي كل الجوانب التي تتولاها الهيئة بشقيها التطوير السياحي والتراث الوطني. «المدينة» التقت المهندس محمد بن عبدالله العمرة، مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير، وكان حديثا مركزا بالمعلومات والأرقام التي تؤكد وجود قفزات على أرض الواقع تواكب الطموح بجعل السياحة رافدا من روافد الاقتصاد الوطني. 470 مسجدا تاريخيا و4275 قرية تراثية وعلى صعيد برنامج العناية بالمساجد التاريخية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية؛ قال العمرة: إنه تم حصر 470 مسجدا تاريخيا بمختلف أرجاء منطقة عسير، منها 17 في أبها، و4 في أحد رفيدة، و21 في محايل، و6 في رجال ألمع، و9 في بيشة، و39 في ظهران الجنوب، و69 في سراة عبيدة، و61 في الحرجة، و32 في بلسمر، و32 في بلحمر، و81 في بلقرن، و27 في تنومة، و44 في النماص، 19 في خميس مشيط، و1 في الأمواه، و8 في الشعف». وحول مسح المواقع والقرى التراثية بمنطقة عسير التي تصل إلى 4275 قرية تراثية موزعة ما بين 542 في أبها، 220 في بارق، 397 في المجاردة، و715 في محايل والبرك، و406 في رجال ألمع، و237 في سراة عبيدة، و182 في بلقرن، و216 في النماص، و262 في تثليث، و127 في ظهران الجنوب، و127 في الحرجة، و246 في بيشة، و66 في طريب، و73 في تنومة. إنجازات محلية ودولية في التراث العمراني وفي مجال التراث العمراني يبرز إعداد ملف تسجيل قرية رجال المع ضمن قائمة التراث العالمي (اليونيسكو)، إضافة إلى إنجاز قصر ثربان بالنماص بانتظار طرحه للتشغيل حاليا، والعمل على إعادة تأهيل وترميم قصر أبو ملحة التراثي بوسط أبها ليصبح ضمن العرض المتحفي لمتحف عسير الإقليمي قريبا، وإنجاز ترميم وتأهيل مسجد العلاية، والعمل على إعداد دراسات توثيقية وتأهيلية لقصر مشرفة بالنماص إذ أنه جاري طرح المشروع للتنفيذ من قبل الهيئة، والحصول على موافقة الأهالي على إعادة تأهيل وترميم قلعة طامي بن شعيب والذي لازال بانتظار توقيع الاتفاقية للبدء في الدراسات و استكمال الأعمال فيه. أما جهود البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، فقال إنه نجح بتسجيل 246 حرفي وحرفية، اضافة الى دعم خط الإنتاج لحرفيين من خلال توفير المواد الخام والتدريب والتأهيل على الحرفة لتطويرها والتسويق المستمر. تطوير قطاع الإيواء السياحي وحول تطور قطاع الإيواء في المنطقة، استشهد العمرة بارتفاع عدد المنشآت المرخصة من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة مؤخرا إلى 489 منشأة، مشددا على أن جهود الهيئة متواصلة لرفع كفاءة هذا القطاع بما يوازي مكانة عسير على خارطة السياحة، ويخدم تطلعاتها بتطوير مستوى السياحة ورفع عدد السياح، انسجاما مع التوجهات الوطنية، والاستعداد لانطلاق صيف سياحي ناجح يقوم على التنظيم ووضع الخطط والاستراتيجيات الناجحة، مضيفا بأن الجولات الرقابية مستمرة والتي بدورها ستعزز فرض الأنظمة واللوائح التي تحقق تنظيم العمل في هذا القطاع الهام، ودعم عملية التوطين وسوق العمل السياحي بكوادر سعودية مدربة. نطاق الإقراض للمشروعات السياحية ومبادرات الاستثمار وكشف العمرة أن نطاق الإقراض للمشروعات السياحية يشمل الفنادق، والفلل الفندقية، والأجنحة الفندقية، ومراكز المؤتمرات، والمنتجعات والنزل السياحية، والفنادق التراثية، موضحا بأن الهيئة تمتلك حقائب استثمارية جاهزة، مثل الممشى المعلق، ومركز السياحة الاستشفائية والمخيم الصيفي، وسوق ذو طراز تراثي، ومركز الرياضات المائية، ومنتجع شاطئي على البحر الأحمر. وأبان بأن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير قد أطلقت وبالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية عددًا من المبادرات لتفعيل مذكرة التفاهم بين الطرفين في سبيل تسهيل التمويل لرواد الأعمال للاستثمار في المجال السياحي، وكان أولها عقد ورشة عمل لتسهيل مهام البنك في التمويل، بحضور الجهات ذات العلاقة مثل أمانة المنطقة والدفاع المدني والغرفة التجارية الصناعية وغيرها من الجهات. التطوير السياحي والمنتجات نوه مدير سياحة عسير بأن هنالك إعدادا كاملا للتصاميم المعمارية للمشروعات السياحية والخطط الاستراتيجية والتنفيذية وتحديثها ومتابعتها وحصر وحماية المواقع السياحية وإعداد التقارير الفنية والتنسيق مع الشركاء وتهيئة وتطوير المواقع السياحية، إضافة إلى أن هنالك نماذج من تصاميم أنجزت مثل تحسين وسط سبت العلايا، وتطوير سوق الثلاثاء، وتطوير شلال الدهناء، وتطوير سوق الفاكهة بمدينة أبها، إضافة إلى مشروع مركز الأمير سلطان الحضاري. أما المنتجات السياحية فتشمل مجالات عدة ولكن الأبرز مهرجانات البر والعنب والصفري، وفن القط العسيري، ومنتج الزي التراثي، ورياضة المغامرات كالطيران الشراعي و الهايكنج والرالي. سياحة المؤتمرات والمعارض وتطرق المهندس العمرة إلى تميز المنطقة بتنوع بيئي ومكاني يوفر مناخًا سياحيًا مناسبًا خلال فصلي الصيف والشتاء، ويجعلها مهيأة لاستضافة العديد من المؤتمرات السياحية، والمخيمات، ومعسكرات العمل الشبابية، والندوات العلمية، وسياحة المجموعات عمومًا، إلى جانب استضافة العديد من المعارض المحلية والدولية، حيث أقيمت تلك المعارض على مساحة واسعة بجوار مطار أبها الإقليمي، من خلال الساحات المفتوحة والصالات الخاصة لإقامة المعارض خلال الموسم السياحي، وسط محاولات لجذب المعارض الدولية التي تجذب حضورا جماهيريًا كبيرًا وتغدو فعالية رئيسة ضمن فعاليات الموسم السياحي، وبخاصة إلى العائلات والأسر. مبادرة جديدة لتطوير الإعلام السياحي وختم العمرة حديثه بالقول: إن هناك جهودا تبذل دون كلل لتطوير الإعلام السياحي من خلال تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها أكثر من 115 ألف متابع وإعداد تقارير نوعية تلفزيونية وصحفية وإنتاج بروموهات بمواصفات عالية الجودة واستقطاب حملات إعلانية وصل قيمتها لما يزيد عن 3 ملايين ريال، ممتدحا التفاعل الذي بلغت نسبته 84٪ من خلال إعادة الرتويت، مفصحا عن وجود مبادرة يعمل عليها خلال الأيام القليلة المقبلة. تسجيل 425 موقعا أثريا و45 متحفا خاصا أكد العمرة خلال لقائه ب»المدينة» عن وجود جهود كبيرة في قطاع التراث الحضاري، في مقدمتها إنجازات مجال الآثار بتسجيل 425 موقعا أثريا في السجل الوطني للآثار، والتنقيب بموقع جرش الأثري ل10 مواسم والعبلاء ل4 مواسم، ومسح وتوثيق وتبتير درب الفيل، واكتشاف ما يزيد عن 130 موقعا أثريا خلال عام 2018م، مرورا بالمتاحف الخاصة التي رخص فيها ل45 متحفا خاصا تمثل نسبة 26٪ من عدد المتاحف الخاصة بالمملكة، بجانب الانتهاء من بناء وتأثيث متحف عسير الإقليمي والذي سيكون تشغيله في نهاية عام 2019م.