استعادت عدد من المكاويات ل»المدينة» بهجة العيد التي تبدأ بصلاة المشهد ثم لمَّة العائلة في بيت عميد الأسرة ثم الاحتفالات الشعبية المرتبطة بمناسبة العيد وكيف وأدت وسائل الاتصال الحديثة عادات الزمن الجميل وتغيرت الحياة وبعد أن كانت وسيلة التواصل وجهًا لوجه بكل ما تحمله من مشاعر الحب والود أضحت برودة رسائل الجوال هي البديل. صلاة المشهد تقول الدكتورة وفاء عبدالعزيز محضر: يبدأ يوم العيد بصلاة العيد حيث يرتدي الجميع الملابس المبهجة و يتوجهون رجالًا ونساءً وأطفالًا لصلاة العيد أو كما نطلق عليها في الحجاز صلاة (المشهد) وبعد الصلاة والاستماع إلى خطبة العيد يتوجه الجميع إلى منزل كبير العائلة للإفطار سويًا رجالًا و نساءً في احتفالية كبيرة تجمع جميع أفراد العائلة و أبناءهم حيث يُعدُّ مجلس كبير للرجال و آخر للنساء، و بعد تناول وجبة الإفطار التي تتميز بأنواع مختارة من الأجبان و المربات و المخللات بالإضافة إلى المنزلة و البامية و الندي و الكنافة ورق وقلم تقول الدكتورة محضر: كان من العادات قديمًا أن يترك أصحاب المنزل ورق و قلم و عطر و حلوى على طاولة بجوار أبوابهم ليدون لهم الزوار الذين حضروا ليعيدوا عليهم و لم يجدوهم أسماءهم، و ليتناول المعيدون الحلوى و يتطيبون بالعطر حتى و إن لم يجدوا أهل المنزل الذين يكونون بدورهم في زيارة لمعايدة أحد منازل الأهل أو الأرحام. الحياة تغيرت !! و ترى المطوفة شادية غزالي جنبي أن العيد اختلف عن أيّام زمان فاُسلوب الحياة تغير، مضيفة: كنَّا قبل العيد بأسبوع نشتري مقاضي الدبيازة وهي عبارة عن جميع أنواع المكسرات مع القلادة وقمر الدين والسكر وتجتمع نساء الأسرة لعمل الدبيازة يومًا كاملًا وكذلك الكنافة البيتية بالجبنة البلدي وتحضير الحلويات. كان الاتصال وجهًا لوجه وتقول جنبي: زمان كانت العائلة ممتدة الجد والجدة والأبناء جميعهم وكذا العمات والأعمام والخالات والخلان والأحفاد وكلهم يسكنون في بيت واحد كبير، أما الآن فالعائلة أصبحت صغيرة أب وأم وأولادهم فقط و كانت وسائل الاتصال وجهًا لوجة قبل أن نعرف الجوال اتلمت الحبايب !! تقول الدكتورة سحر السبهاني -رئيسة مركز حي النهضة النموذجي وسيدة أعمال-: العيد له جماله وخصوصًا في بلدنا الحبيبة و أحلي شيء في العيد اللمَّة الحلوه وقد اعتدنا على تناول فطور العيد على مدار ثلاثين سنة في بيت عميد العيلة والد زوجي الشيخ «حسن سندي» الله يعطيه الصحه باستثناء فترة السفر حتي بعد ما زوجت أولادي وزوجاتهم وأحفادي يشاركونا و الفطور تزينه الدبيازة والمنزلة والأجبان وطبعًا الأهم العيديه الكل ينتظرها. على النهج الحجازي وتقول أمينه بخش: لا تزال مظاهر العيد الشعبية في الحجاز فرحة لا تساويها فرحة وسط حشود من المعتمرين والمصلين في ساحات المسجد الحرام لأداء صلاة العيد يكبرون ويهللون احتفالًا بمناسبة عيد الفطر السعيد، فرحة نلمح معالمها بازغة في أوجه الصائمين وهم يتمُّون صوم شهر رمضان المبارك وقيامه و للعيد، فرحة ترتسم فصولها في تراث الآباء والأجداد بين أحياء وحارات مكة واستقبال بعضهم البعض بالمجسات وكلمات الترحيب على النهج الحجازي. ضيافة الأهل و ترى الكاتبة الصحفية ميعاد شقرة أن مكةالمكرمة تمتاز عن غيرها من مدن المملكة بالعديد من المميزات الخاصة بحلول عيد الفطر المبارك فالمرأة المكية تقوم بتنظيف البيت وتعطيره ليس لاستقبال المهنئين بالعيد من الأهل والأقارب بل للمهنئين من المعتمرين القادمين من خارج المملكة الذين تفتح العديد من الأسر المكية أبوابها لاستقبالهم. الدبيازة والزلابية و تقول فاطمه الزهراني: إن المرأة المكية هي محور أساسي ومهم في بيتها ومجتمعها في الماضي والحاضر و رغم تغير كل شيء من حولها إلا أن فرحة العيد والاستعداد له ثابتة فلم تتغير المرأة المكية فهي تلك الحسناء ضاحكة المبسم، مذللة الصعاب، زارعة الأمل، دومًا مستعدة لصناعة الفرح و البهجة رغم الصعاب ! لوحة العيد تقول الدكتورة ليلى سالم بابنجي: للعيد في الحجاز خصوصية فهو مناسبة دينية واجتماعية تلتقي عندها الأرواح والنفوس بالبهجة والسعادة و لا نستطيع أن نصف إحساسنا بالعيدِ فهو ومضةٌ رائعة ٌ وشعورٌ بهيجٌ، تستقبله الأرواح والقلوب، الذكريات الجميلة تقول الدكتورة نادية إبراهيم بخاري:عيدنا في الأسرة لا يكتمل بغير فرحة الاجتماع على فطور يوم العيد وهو لقاء لا يعوضه أي اجتماع آخر، ثم معايدات الأهل مساء أما الاختلاف فنحن الكبار نشعر بالحنين للزمن الماضي، ولكن لكل زمن ظواهره الاجتماعية بهجة العيد رسمية سمكري -المديرة التنفيذية لمركز حي الأمير فواز النسائي التابع لجمعية مراكز الأحياء بجدة-: تقول فقد العيد بهجته بعدم التواصل نتيجة التطور الحاصل والتكنولوجيا