اكد رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا الذي يواجه تظاهرات ومطالب بالاستقالة وبإجراء انتخابات مبكرة، أمام آلاف من أنصاره أنه سيبقى في السلطة. وشهد الاربعاء تصاعدا في أعمال العنف بين أنصار السلطة وخصومها. وقد أسفرت عن سقوط 5 قتلى وعدد كبير من الجرحى، كما ذكرت مصادر عدة. وقال اورتيغا أمام تجمع حاشد في شمال العاصمة ماناغوا إن «نيكاراغوا لنا جميعا ونبقى جميعا هنا». وهي المرة الأولى التي يرد الرئيس على مطالب المعارضة بالدعوة إلى انتخابات مبكرة لاختصار ولايته التي تستمر من حيث المبدأ حتى يناير 2022. ويواجه أورتيغا وحزبه «الجبهة الوطنية الساندينية للتحرير» منذ 18 ابريل، موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة. وعمدت قوى الأمن إلى قمع تظاهرات نظمها الطلبة وانضمت إليها لاحقا شرائح أخرى من السكان. وبلغت حصيلة الضحايا التي أعدتها وكالة فرانس برس بناء على تصريحات الشرطة ومركز حقوق الإنسان في نيكاراغوا 92 قتيلا مساء الاربعاء. وبعد خطاب أورتيغا، حصلت مواجهات قرب موقع تجمع الساندينيين. وألقى الرئيس أورتيغا كلمته أمام حشد من أنصاره المعبأين، في اليوم الذي دعا فيه رجل الأعمال النيكاراغوي كارلوس بيلاس اغنى رجل في نيكاراغوا، إلى انتخابات رئاسية مبكرة. ويشكل هذا الموقف منعطفا، فيما يؤيد بياس وأوساط الأعمال عموما حتى الآن الرئيس اورتيغا، المتمرد السابق الذي يبلغ الثانية والسبعين من العمر. وولد السياسي دانيال أورتيغا الرئيس الحالي للبلاد في نوفمبر من عام 1945، في نيكاراغوا. وهو متزوج من المناضلة الساندينية السابقة روساريو مورييو، وله 7 أبناء، وتعد زوجته أحد أقطاب السياسة الحالية، كما عمل أورتيغا لتجهيزها لمنصب نائبة الرئيس. عمل والديه بالسياسة، وكانا من أبرز المعارضين للحكومات اليمينية، ومن أبرز الناشطين في الحركة الساندينية. وبعد دخول أورتيغا إلى الجامعة، في العاصمة مانغوا، سرعان ما برزت ميوله السياسية نحو الجبهة الساندينية للتحرير الوطني المعروفة باسم «FSLN». حيث درس في جامعة «صداقة الشعوب»، في موسكو، وتأثر بالأفكار الشيوعية والاتحاد السوفياتي الأسبق. ثم عاد ليمارس السياسة لاحقا، واعترض على سياسات الحكومة اليمينية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، مما دفع إلى اعتقاله عام 1967. قام عدد من أتباعه في الحركة الساندينية باحتجاز رهائن، والتفاوض على خروجه من السجن، وبعدها استطاع الفرار إلى كوبا. بعدها عاد ليمارس السياسة من جديد في دولة كوستاريكا، المجاورة لنيكاراغوا. وبعد تأزم الأوضاع في البلاد، وتقدم الجبهة الساندينية للتحرير الوطني في البلاد، وهروب الرئيس سموزا، استطاع أورتيغا العودة للبلاد، ودخول معترك السياسة، ليصل إلى حكم البلاد في فترة الثمانينات. وبعد وقوع الحرب الأهلية، وحالة الغليان في البلاد، وبعد وساطات إقليمية، عقدت انتخابات رئاسية خسر فيها أورتيغا، وصعدت المعارضة برئاسة فيوليتا باريوس بعد عام 1990. مرة أخرى استطاع أورتيغا العودة مرة أخرى للرئاسة في عام 2006، واستمر في الحكم، ليعاد انتخابه ويظل في الحكم حتى الآن.