تتنوع الثقافات والعادات في مختلف البلدان العربية والإسلامية، ويبقى طبق الفول في رمضان تقليدًا مشتركًا بين العديد منها، ولا تزال مدن الحجاز كبقية مدن المملكة محتفظة بعاداتها التي تتجلى في المناسبات المختلفة والمواسم الدينية على مر العقود، ومنها جرة الفول الرمضانية. ''المدينة'' خلال جولة بمنطقة جدة التاريخية التقت بمهيب سليمان والذي بدأ في سرد ذكرياته مع ''جرة الفول'' والتي تجازوت ربع القرن بداية من نقل ''الجرة'' ومرورًا بغسلها وتجهيزها لسنوات ووصولًا إلى الوقوف خلفها بابتسامة لاستقبال الزبائن الذين لطالما اعتادوا وجود ''طبق الفول'' على مائدة إفطارهم الرمضانية كإحدى العادات الحجازية القديمة. وأشار في حديثه إلى أنه اعتاد مقابلة الزبائن طيلة 30 سنة كان يقوم فيها بإعداد جرة الفول وبيعها للزبائن كطبق يتشاركه الغني والفقير ببضع ريالات وخصوصًا في رمضان. حيث يبدأ الزبائن في الاصطفاف أمام المحل من بعد صلاة العصر تجنبًا للزحام وحرصًا على توفير هذا الطبق في مائدة الإفطار. وأوضح بأن هنالك العديد من الأشكال لطبق الفول إلا أن الفول المبخر -بحسب عادات أهل المنطقة- هو الأكثر طلبًا، حيث يتم تجهيز الطبق وتبخيره بالجمر مع إضافة زيت الزيتون لإضافة نكهة ورائحة زكية يميزها الزبون. وأضاف بأن ''التميس بالسمن'' أو ''الشريك'' يعتبر من أهم مكملات الطبق. بحيث يرتبط هذا النوع من الخبز ارتباطًا وثيقًا مع الفول في رمضان.