أتعلم أعظم حضن في الوجود؟! هذه كانت جملة أرسلتها زميلة لي عندما كنت طالبة في الجامعة على هاتفي النقال منذ زمن الرسائل النصية.. هذه الرسالة كانت مبتورة وهنا لم أفكر إلا في حضن أمي. أمي التي ألقي بهمومي في حضنها عندما أحزن.. أمي التي أتوسد هذا الحضن عندما أنام وأريد أن أحلم بغد أجمل.. أمي التي من حضنها مصدر قوتي وبداية حياتي.. حضن أمي الذي يستقبلني كل مساء من تعب الدراسة طوال 16 عامًا.. حضن أمي الذي أبكي داخله ويمسح دمعتي ويخرج زفرتي.. حضن أمي يا سادة ليس له مثيل، حضن أمي الذي خلق من أجلي.. هكذا كنت أفكر وهكذا وصفت أعظم حضن في الوجود.. وبعد ثوانٍ معدودة اكتمل النص الذي هز أركان جسدي وأفحم قولي فقد كان أعظم حضن في الوجود.. ان احتضن الأرض وأنا أقرب للودود.. هذا أعظم حضن في الدنيا لكل موجوع ومقهور ومهموم.. هذا أعظم حضن في الدنيا لمن أراد أن يشكو أحدًا من العباد. أعظم حضن أن تشكره، أن تشرح له حالتك، الله يعلمها ويسمعك ويحضنك.. أعظم حضن عندما تخفض رأسك إجلالاً لخالق الأرض وقد كبل بالألم ثم يرفع وطيور الفرح تحلق حول رأسه وشكواه قد أرسلت من الارض لتصل الى طيات السماء. هذا الحضن الذي غاب عن بالي في زخم المشاعر التي جاشت داخلي وأنا أسأل ما أعظم حضن؟!! وأرى جزءاً من النص مفقوداً فأكملته: أتعلم ما يعتريني في السجود، أن تقبض روحي وأنا أقرب للودود. واكتمل النص.